أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات لقيادتنا الرشيدة وجميع المواطنين والمقيمين على هذه الارض الطيبة بحلول شهر رمضان المبارك، سائلين العلي القدير ان يعيننا على صيامه وقيامه ويتقبل منا، وكل عام وانت بألف خير يا وطني.
قال عليه الصلاة والسلام «صوموا تصحوا» وشهر رمضان بالكويت تزدان فيه الموائد بجميع انواع المأكولات من اطباق شهية وحلويات والتي يكون اغلبها في اكياس القمامة فشهر رمضان شهر عبادة، تصح به الأبدان وتصفو به النفوس وتتهذب، الصيام طريق سهل وميسر للتقوى، تتحرر خلاله الروح من براثن وقيود سيطرة الجسد، قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) صدق الله العظيم.
فالغاية من الصوم تقوى الله في كل شيء في الأعمال والأقوال والحركات والسكنات ليكون رمضان شهر عبادة لا شهر تبذير واسراف.
قال تعالى: (ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين) وهذا يخالف تعاليم ديننا الحنيف «اللهم اني اعوذ بك من زوال نعمتك» فهذه النعمة يجب الحفاظ عليها ابتغاء مرضاة الله وخوفا من غضبه وسخطه علينا، قال تعالى: (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) فالواجب على الجميع التنبه لهذا الامر فتقوى الله ومخافته في نعمه التي أنعم بها علينا والتي لا تعد ولا تحصى مطلوبة من اجل استمراريتها «وبالشكر تدوم النعم».
خطبة الجمعة
يوم الجمعة يوم عظيم اختاره الله تعالى لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وجعله افضل ايام الاسبوع والجمعة الى الجمعة مكفرات لما بينهن، فيوم الجمعة من افضل الايام وهو عيد للمسلمين.
قال تعالى في محكم كتابه (يا أيها الذين آمنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون) صدق الله العظيم.
وصلاة الجمعة تسبقها خطبة هي شرط لها فلا تصح بدونها وبهذا قال الأئمة الاربعة مستدلين بأدلة من الكتاب والسنة. والخطابة فن من فنون الكلام يقصد به التأثير في الجمهور عن طريق السمع والبصر.
والمقصود الشرعي من خطبة الجمعة هو الثناء على الله وتمجيده وتعليم الناس قواعد الاسلام وحضهم على عمل الخير والتسامح وتجنب المحرمات.
وقد قال ابن القيم رحمه الله ان رسولنا عليه افضل الصلاة والسلام كان يعلم اصحابه في خطبته قواعد الاسلام وشرائعه ويأمرهم وينهاهم اذا عرض له امر او نهي.
فالشاهد ان خطبة الجمعة ذات دلالة شرعية واضحة يجب الا تخرج عنها، ولكن الملاحظ ان هناك العديد من خطباء المساجد في يوم الجمعة يخرجون بها عن مقصودها الشرعي الى مقاصد اخرى كالموضوعات التي تشير الى الانتماء الى احزاب سياسية او التهجم على دولة صديقة، والخلاف والعداوة او الدخول في قضايا لا علاقة لعامة الناس بها او ليس فيها فائدة تذكر، او الاهتمام بالمحسنات الشكلية والبلاغية مع اهمال المضمون او الاطالة فيها مما تفقد بها أهدافها الحقيقية.
لذا نقترح على وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية ان تعمل على توحيد خطبة الجمعة في جميع مساجد الكويت كما هي في بعض دول مجلس التعاون مع الالتزام بمنهج رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وما اعظمه من منهج وما احوجنا الى الالتزام به لكي تؤدي الخطبة المقصود منها وتصل الى قلوب الناس من دون اطالة فتستنير وتحيا حياة طيبة ولتقطع الطريق على من يحاول ان يدس السم بالدسم بشق الصفوف واثارة الفتن وتوفير الجهد والوقت على الاجهزة الأمنية.
تزاحم وتدافع المهنئين جزاهم الله خيرا لتهنئة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في أول وثاني أيام شهر رمضان المبارك ما هو الا صورة تترجم صدق المشاعر والمحبة والوفاء للكويت والاسرة الحاكمة فكل الشكر والتقدير لجموع المهنئين والعذر لمن لم يستطع الدخول بسبب الازدحام، وعلى الديوان الاميري ان يجنبوا اهل الكويت هذه المشقة وايجاد الحل لراحتهم في الدخول للمناسبات المقبلة.
رب اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا