تجسد منطقة أمغرة صورة أخرى من صور الإهمال والتسيب الذي يعاني منه الوطن والمواطن، فالمستنقعات والبرك المائية والروائح الكريهة شكلت بيئة غير صحية وأرضا خصبة للحشرات والجراثيم، ومرتعا للحيوانات الضالة، ورغم تنوع الأنشطة الصناعية في هذه المنطقة الا انها لا تتوافر فيها شروط السلامة بدليل تلك الحرائق التي تندلع بين الفينة والأخرى، هذا فضلا عن التسربات الغازية التي تنبعث من المصانع وما لها من تداعيات خطرة على صحة الانسان، فأمغرة اصبحت تشكل أكبر منطقة لتجميع السكراب بجميع أشكاله والتي اتسعت نشاطاتها لتصل لسكراب المعدات العسكرية، ناهيك عن الدخان المنبعث من مصانع الأخشاب والمواد الخرسانية التي لا تعطي أي اعتبار لحياة الناس، فقرب هذه المنطقة من المناطق السكنية يجعل الخطر مضاعفا ويجعل المواطنين يعيشون تحت رحمة هذه البقعة الملوثة، لاسيما ان عدم التنظيم في التخزين والانبعاثات السامة التي تفرزها المصانع دون وجود ضوابط ورقابة الجهات المعنية يجعل من العشوائية شعارا يتخذه بعض ضعاف النفوس للمضي قدما في هذه المخالفات دون أي مسؤولية عليه، وغياب الجانب الأمني ايضا يشكل مشكلة كبيرة يفتح المجال الواسع أمام السرقات والاعتداءات، وليس هذا فحسب، وإنما شكلت هذه المنطقة ملجأ لمخالفي الاقامة حيث يقطنون فيها وأصبحت الملاذ لهم كونها منطقة معزولة بعيدة عن أعين رجال الأمن، ويعزز من هذا الوضع الشاذ الظروف المواتية من ظلام دامس لعدم وجود انارة كافية في الطرق والشوارع المحيطة بمعظم أرجاء المنطقة، الأمر الذي يشكل عاملا مساعدا للسرقات والحوادث المرورية.
كما ان التلاعب بأسعار قطع الغيار المستعملة التي تنتهجها بعض العمالة الآسيوية بات ملحوظا للجميع فإزاء غياب الرقابة عنهم وعن متابعــــة أسعـــار القطع المستعملة جعلتهـــم في مأمـــن، وهنا المسؤوليـــة تقع على عاتق الجهات المعنية التي تغــط في نـــوم عميــق.
وهذه الصورة الحية من الاهمال الذي تعاني منه هذه المنطقة له اسبابه سالفة الذكر فيجب الوقوف عليها، ووضع القوانين والقرارات والضوابط واللوائح المنظمة التي يجب تطبيقها واحترامها ومحاسبة المخالفين من المؤجرين، والمقصرين من الموظفين، فتسليط الضوء على هذا الواقع المرير التي تعاني منه تلك المنطقة.
وبشكل صار يهدد بيئتنا، كان لابد منه عسى ان يتغير الحال وتجند الامكانيات اللازمة لانتشال هذه المنطقة من الأخطار والمشاكل التي تعاني منها والقضاء على هذه الصورة البشعة، ومنا الى المسؤولين، الذين نأمل منهم في ان يضعوا حدا لمعاناة المواطنين في هذه المنطقة وان يترجموا ذلك بخطوات عملية مدروسة سريعة حتى لو استدعى الأمر نقلها لمكان آخر لتكون أكثر تنظيما.
نذكّر بأهمية دور الأسرة في تنشئة الأجيال والحفاظ عليها وما لغياب هذا العامل من أثر سلبي بالغ من جميع النواحي الشخصية والاجتماعية والوطنية ومن يتجول في بعض مناطق الكويت، يلاحظ انتشار ظاهرة قيادة السيارة من فتية لا تتعدى اعمارهم الثانية عشرة..
وهذه الفئة العمرية هي ثروة الوطن الحقيقية ومن واجب ومسؤولية الأب الحفاظ عليها، فلا تنتظر اخي المواطن حتى تحل المصيبة بفقدان فلذة كبدك - لا قدر الله - نتيجة لحادث يتعرض له لتقع باللوم على نفسك وأهل بيتك راقب تلك الهدية الإلهية التي وهبها لك المولى والتي شقيت سنين وأنت ترعاها قبل ان تأتي تلك اللحظة التي لا ينفع معها الندم، خصص من وقتك لأطفالك وراقب ووجه وانصح لتجني ثمرة تعبك راحة وطمأنينة ودعواتنا ان يحفظ الله الجميع.
كلما أجاد المواطن العزف على أوتار قانون الحكومة في تصرفاته اليومية، زاد ابتهاجا وطربا لعدم وجود من يسائله، وأخذت بعض الجنسيات تشارك الكويتي عزفه وفرحه الى ان عمت الفوضى في كل مكان وكأننا نعيش في الصحراء ولسنا في بلد تحكمه قوانين.
الله أقوى يا نصيبي أنا وشي بـيدي
كـل مـا عـدلت واحـد يميل الـثاني
رب اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا