أمينة العلي
قرأت بلهفة غير طبيعية قصة حب، القصة التي اثيرت وما زالت تثار من حولها التعليقات، واخرجت للسينما فتهافت الناس على مشاهدة الفيلم، وهو فيلم مصري قديم بطولة الفنانة بوسي والفنان نور الشريف ورغم ان الفيلم مضى عليه وقت طويل الا انني صممت ان اشاهد هذا الفيلم بعد قراءتي للقصة لاجيب على سؤال في نفسي: هل ستشدني مشاهدة الفيلم مثلما جذبتني قراءة القصة؟ خلال العرض لم استطع السيطرة على اعصابي، وفوجئت بدموعي تنهمر، بل خلال العرض كنت اسمع نحيبي المكتوم بين الحين والآخر، شاهدت الفيلم وانا احاول ان اجد تعليلا منطقيا مقنعا لهذا النجاح الهائل الذي لاقته القصة والفيلم المأخوذ عنها، خرجت بعد مشاهدتي للفيلم اشد حيرة.
فالقصة ليس فيها جديد يبهر وليست على اي حال بلورة لاتجاه فكري او ادبي حديث، ولكنها قصة حب عادية، قصة حب بين شاب وفتاة، كان كل منهما يعتنق افكار عصره وفرقتهما ظروف الحياة، وتزوجت الفتاة من آخر، انه فيلم تنتصر فيه العاطفة، ومن اجل الحب ضحت الفتاة بحياتها غير المستقرة مع زوجها لاختلاف العادات والتقاليد، وفي النهاية تزوجت ممن احبت وعرفا معنى السعادة الا ان الموت اختطف الزوجة الحبيبة وترك الزوج العاشق وحيدا حزينا.
نجاح القصة يؤكد ان الناس على اختلاف جنسياتهم ونزعاتهم ودرجات تقدمهم ما زالوا يحلمون في اعماقهم ببقايا عاطفية روحية تشدهم وتجذبهم وتزعزع ثقتهم بالقيم الحديثة المنتشرة التي اندفعوا في تياراتها المتعددة.
تهافتي على قراءة القصة ثم مشاهدة الفيلم رغم انه فيلم قديم، مرت عليه عشرات السنين، يوحي بأنني قد زهدت الحياة الحديثة وعاودني الحنين الى اجواء الحب والتضحية، وهنا السؤال: هل افتقد الناس مثلي في الحياة الحديثة، رغم ما فيها من ثراء وشهرة ونجاح ورفاهية، السعادة بمعناها الحقيقي؟ هل اكتشفوا مثلي انهم وسط دوامة الحياة قد ضلوا الطريق الوصول الى سعادتهم؟ ألم يجدوا في الثراء او الشهرة، وهما اعظم رمزين للنجاح المادي والاجتماعي، العوض عن الحب وما يمكن ان يمنحه من الاحاسيس؟ وهل يمكن ان نقول ان حب الناس لمشاهدة مثل هذه الافلام انه بداية عودة الى رومانسية العواطف والى اجواء التضحية والتفاني والترابط؟ هل يمكن ان يكون ذلك علامة على التحول؟ وهل الحب نوع من النجاح؟ ان النظرة الصائبة للامور تؤكد ان الثروة والجاه والشهرة لا تساوي الكثير اذا لم يحب بعضنا بعضا، فالحب سواء كان تأثيره في نفوسنا وحياتنا نابعا من استمراره او من عنفه او من رقته الا ان احدا لا يستطيع ان يتشكك في انه نوع من النجاح يمر بنا في طريق السعادة، سعادة ربما تكون قصيرة ولكن ذكراها قد تثير بعض الألم والشجن، سعادة تغذي الروح وتفيدها دفعا وحفزا وتحميها من الشعور بالفراغ والوحدة.
اعرف امرأة فاضلة تزوجت من احبته واحبها وتبادلا الحب القوي الصادق العميق وعاشا قصة الحب هذه بكل ذرة في كيانهما كان املهما ان يقضيا رحلة العمر كله معا ولكن وقع ما لم يكن في الحسبان، مات الزوج بحادث سيارة مفزع، حزنت الزوجة حزنا عميقا، ولكنها لم تيأس، فقد شعرت بأنها تختزن من العواطف التي عرفتها معه ما يكفيها بقية عمرها ويفيض، كلما اشتاقت اليه لجأت الى الذكرى وكلما تعبت استمدت القوة منها، صحيح لم يكن الامر سهلا، وصحيح انها في كثير من الاحيان تحس بالثورة ضد ذلك القدر الذي حرمها ممن احبته ولكنها استطاعت ان تقنع نفسها بأن ذلك القدر نفسه هو الذي منحها طيلة حياة زوجها الكثير من الحب الغزير المتدفق ما قد يحرم منه آخرون العمر كله.
اذن فهي محظوظة ولا يحق ان تطمع، واستمرار الحب الحقيقي لا يرتبط بوجود من تحب ان يستمر حتى لو اختفى المحبوب وتقول انها تمتلك الآن الكثير لانها تعيش على ذكراه.. الحب بدون شك ثروة من اعظم الثروات وطريق مهم من الطرق المؤدية الى السعادة والناس تختلف اراؤهم وعقائدهم، ولكن المهم ان يستطيع كل شخص ان يقول «لقد استطعت ان احقق السعادة في حياتي».
إضاءة
في الأسواق طرحت الكاتبة الصحافية ليلى أحمد كتالوج «ألف ليلة وليلة - الليلة الأولى» ويشمل أحدث فنون المكياج والأزياء المناسبة للمرأة الشرقية، ومجوهرات راقية وضم الكتالوج أفكارا جديدة في الديكور مثل معالجة ركن ضيق في مدخل بيتك والبهارات للريجيم، والأزياء المناسبة لإخفاء عيوب الجسد، إضافة الى معلومات طريفة أخرى، ويتميز الكتالوج بطباعته الفاخرة وسعره الرخيص.
تهانينا للزميلة ليلى أحمد وعقبال طباعة الليلة الألف.