أمينة العلي
حل الرئيس جورج دبليو بوش ضيفا عزيزا على الكويت فنقول له «حللت أهلا ونزلت سهلا».
لا شك في ان لكل أمة سجلا في ذمة التاريخ محفوظا به، والتاريخ لا يرحم لأنه لا واسطة لديه وما من أمة كتب عنها التاريخ وسجل لها من فراغ فالمجد يضعه التاريخ تاجا للفخر والعزة الى أبد الآبدين وهذا ما ستثبته جولة الأيام التسعة في الشرق الأوسط والتي سيزور خلالها الرئيس جورج بوش سبع وجهات مختلفة في منطقة الشرق الأوسط والخليج هل هذه الجولة ضرورية وهل ستصب نتائجها في صالحنا؟
الرئيس الأميركي جورج بوش هو أفضل من ساهم بشكل كبير في عملية صناعة القرار لذلك نأمل منه العمل على ايجاد حل للوضع المتفجر والحرج الذي تمر به منطقتنا العربية والقضاء على حالة التذمر والاحباط التي تسيطر علينا كمواطنين عرب.
لا شك في ان زيارة الرئيس جورج بوش الى الكويت هي من اجل تعزيز أواصر التعاون بين واشنطن والكويت، ومن الأهداف النبيلة لتلك الزيارة هي تشجيع السلام بين الفلسطينيين واسرائيل وأيضا هذه الزيارة ما هي الا تصريح سياسي ينطوي على أهمية خاصة للعلاقات وللجهود الدولية من اجل تحسين العلاقات بين أميركا وايران.
زيارة الرئيس بوش لمنطقة الشرق الأوسط والخليج لها أهمية كبيرة وبالغة خاصة ونحن نمر في ظروف سياسية صعبة وتوترات وحالة لا استقرار ليس في الكويت وحدها ولكن حالة اللااستقرار تشمل المنطقة كلها، انفلات الأمن في العراق والخطر الذي يحيط بالمنطقة ازاء استمرار ايران في برنامجها النووي، وأزمة لبنان في اختيار رئيس له والصراع الاسرائيلي - الفلسطيني.
صحيح ان الكويت ترتبط بأميركا بعلاقات وثيقة ومميزة ظهرت جلية إبان الاحتلال الغادر على بلادنا، وصحيح ان الكويت تتبادل المصالح مع أميركا حتى قدمت العديد من الدعم المادي والعسكري في تحرير العراق وبذلك اصبحنا حليفا استراتيجيا مميزا لأميركا، ولكن هل بزيارة الرئيس بوش للكويت ستفرج ازمتنا رغم ان الرئيس الأميركي جورج بوش ألحق العالم اضرارا فادحة، ومع ذلك نقول ان الرئيس جورج بوش هو ضيف عزيز ومرغوب جدا عندنا.
ولكن بمناسبة زيارتكم الميمونة فإننا نطالبكم بأن تقدموا لنا الدليل العملي الملموس لإقناعنا بحسن النوايا الأميركية تجاه المنطقة العربية ككل.
كما نأمل ان تكلل هذه الزيارة بالنجاح وتعزز فرص السلام والاستقرار وانجاز تسوية عادلة وشاملة للصراع العربي - الاسرائيلي وكذلك دعم التطور الديموقراطي في منطقتنا العربية كما نأمل من الرئيس الأميركي جورج بوش ان يكمل جميله وان ينهي ملف معتقلي غوانتانامو وان يولي هذه القضية اهتمامه الخاص، صحيح ان بوش تبنى بحسه السياسي حل معظم المشاكل التي حدثت في أرجاء العالم وساهم بشكل كبير في عملية صناعة القرار وحقق النجاح في بعض المجالات، ولكن رغم حضوره لمؤتمر أنابوليس للسلام الذي عقد في الولايات المتحدة الأميركية أخيرا الا انه فشل في ان يقدم نجاحا حقيقيا في دفع عملية السلام الى الأمام وهذا ما كنا نأمل منه ان يحققه لنا، لذلك نطالب الرئيس الأميركي جورج بوش بالتعامل مع قضايانا بالعدل والامتناع عن المساس بأمننا القومي ومعتقداتنا الاسلامية، خصوصا انكم تمثلون دولة تحترم حقوق ومعتقدات الإنسان.