أمينة العلي
يقول المفكر الفرنسي باسكال، وهو غير الفنانة المطربة اللبنانية باسكال، ان انف كليوباترا استطاع ان يغير التاريخ وهو يقصد ان اعجاب بعض القادة الرومان بها اي بكليوباترا او بأنفها جعلهم يجيئون الى مصر ويشعلون النار والدمار ثم يستدرجونها الى روما، اي ان رغبة او نزوة الحاكم من الممكن ان تكون وبالا على الملايين من افراد شعبه الذين اعطوه ثقتهم ورقابهم، يريد المفكر باسكال، ان يقول ان العظماء الذين حملتهم الانسانية على اجنحتها ووضعتهم فوق قمم التاريخ ليسوا سوى بشر مثلنا يأكلون ويشربون وينامون ويستمتعون بالصحة حينا ويعانون من المرض احيانا، القرارات التي يتخذها المسؤولون هي قرارات بشرية وليست فرمانات إلهية، ولما كانت كذلك فلابد انها تتأثر بشكل او بآخر بالحالة النفسية المتغيرة التي يكون عليها المسؤول ولكن هذه القاعدة لو اخذنا بها على اطلاقها وظللنا تحت رحمة الحالة النفسية للبعض لرأينا انفسنا نتخبط في دروب لا اول لها ولا آخر، وهي دروب ستجعلنا تحت رحمة المصادفة وستكون المصادفة وحدها هي صاحبة القول الاول في حركة التاريخ، وحركة التاريخ في الواقع هي اقوى وافضل من ان تسير حسب المزاج الشخصي لمسؤول ما مهما وصلت سلطته، والمسؤول لا يكون عادلا وعظيما الا اذا كانت قراراته معبرة عن تلك القوة الكامنة في احياء اللحظة التاريخية والتي تساعد المركب البشري على المضي نحو الامام.
نحن ندعو الله عز وجل ان يزيل الغشاوة عن عيون بعض المتسلطين كي يروا الحق فنكرم ديننا ونكرم انسانيتنا وننقذ سمعتنا باقرار الاصلاحات الجوهرية التي سبقنا اليها الآخرون.
حياة الانسان اشبه ما تكون بالشمعة لانها تذوب من اجل ان تنير وتسطع في عز الظلام فتبدد الدهشة والخوف، ولكن الشمعة لا تقوم بدورها حيث انها لابد ان تضيء لكي تقوم برسالتها ومن دون ذلك فإنها تصبح غير ذات قيمة على الاطلاق، وهكذا حياة الانسان فإنها اذا لم تكن مثمرة قادرة على الوفاء برسالتها في كل الاوقات والظروف فإنها تتجرء من صفتها الانسانية وأهم صفات الانسان انه عاقل والعقل يعني التفكير في اليوم والغد والاستعداد لجميع الاحتمالات والقدرة على مواجهة كل الظروف لكن كيف السبيل الى ذلك؟