المواطن العربي تحت بند القروض، مشاكل البيئة، الفساد، تصريحات الحكومات والمسؤولين، ارتفاع الأسعار، الطائفية بكل أشكالها، وتعد الطائفية من أخطر ما يهدد المصلحة الوطنية ووحدة شرائح المجتمع وهي تهدف إلى تثبيت فكر أو أفراد يخدمون ذلك الفكر، فأصحاب هذه الظاهرة لهم أهداف ومآرب شخصية تتصف بالأنانية، شعارهم الضيق هو: إذا لم تكن من طائفتي فأنت عدوي، لذا نراهم يعملون بكل جهد من أجل تأصل خططهم في تصوراتهم وقراراتهم، نراهم لا يهمهم إذا كان ذلك الأمر سيؤدي في النهاية إلى كوارث أمنية أو إدارية أو فنية ما دام هدفهم هو الذي سيتحقق في النهاية.
هؤلاء وغيرهم من أصحاب النظرات الطائفية الضيقة، إذا لم تضع الدولة حدا لهم فإننا سنتعرض لمشكلات لا محالة فنحن وهم على ظهر سفينة واحدة إن نجوا نجونا وإن غرقوا غرقنا معهم، لذا لا بد من ردعهم حتى لا يحدثوا ثقوبا في جدار وحدتنا الوطنية.
صحف الأيام الماضية حملت لنا الكثير من الأخبار السيئة، كوارث طبيعية بالإضافة للحروب في سورية ومصر ولبنان، إننا أمام واقع مأساوي مشتت تتقاطع فيه المسؤوليات وتصطدم فيه الحسابات ما يهددنا في النهاية بعدم اتفاقنا مما يزيد من الكراهية بيننا.
نحن العرب المسلمين ننقسم إلى جبهتين، جبهة تسعى إلى نشر اليأس والإحباط وجبهة تزيد مساحة الجرح، وهي التي تغتال التسامح وتمثل بجثته في الشوارع، إذن كيف لنا ونحن وسط هذا الكم من الإحباط أن نحرر عقولنا من العصيان ونتفق من أجل مصلحة هذا الوطن؟!
لماذا لا نترفع عن هذه الأساليب الهابطة ونعالج أمورنا بالأسلوب الصحيح ونتفق من أجل مصلحة وطننا ومصلحتنا كشعب، متى يأتي دور الحكومات العربية تجاه الشعب السوري، الناس يموتون والحصار الحكومي السوري الظالم شاركت في إنجاحه وتفوقه قوى إقليمية ودولية، ذلك الحصار الذي فاق في ظلمه كل ما سبقه من حصارات الجدار الحديدي الذي فرضته الحكومة السورية على شعبها، ذلك يعتبر جزءا بسيطا مما تابعناه من مآس وآلام لأهل سورية، الذين سجنوا داخل حدود بلادهم ومنع مرضاهم من تلقي العلاج ونقصت لديهم كميات الغذاء والماء وأخذوا يتساقطون موتى بسبب المرض والجوع ورصاص بشار، ومع هذا لم يحرك أحد ساكنا والضحايا بالآلاف، سؤال: متى يأتي دور الحكومات العربية تجاه أهل سورية؟ أين مسلمو العالم وهم يرون بأم أعينهم وعلى مسمع ومرأى من العالم أجمع ضحايا أبرياء؟!
ما يحدث في سورية ما هو إلا مجزرة جماعية مخالفة للقانون والإنسانية ولا يجوز السكوت عنها، الخطة الأميركية معروفة وهم لن يهدأ لهم بال إلا إذا فجروا الأوضاع في المنطقة العربية لأنهم لا يريدون للعرب والمسلمين إلا الهلاك والدمار ونشر الفتنة بينهم، ما يحدث في سورية ومصر ولبنان والسودان وأفغانستان إبادة للشعوب العربية والمصيبة أن هناك تأييدا من بعض الأنظمة العربية لهذه الجريمة البشعة.
ما أراه هو أن هناك تخاذلا عربيا لأن الأمة العربية تناقش آلامها وهمومها وقضاياها بصوت خافت ضعيف، ما يحدث ضد الشعوب العربية يحمل غيوما سوداء ودماء تغزو المنطقة العربية، إنني أهيب بكل من ينتمي لهذا الوطن العربي الكبير الى أن يرعى الله وأن يراجع ضميره في كل فعل يقوم به ولا يسعني إلا أن أقول اللهم احفظ أمتنا العربية وأهلها من كل سوء وأن يهدي حكامها، ومسؤوليها للعمل لمصلحة هذا الوطن الكبير.
[email protected]