الشعوب العربية منهكة اقتصاديا وتتمزق اجتماعيا ومحتقنة سياسيا ورغم محاولتنا الشديدة ضبط انفعالاتنا وتحجيم ردود أفعالنا إلا أنني أشعر بأن الكيل فاض بنا والهدوء غادر محطتنا.. فالسياسة التي نعيشها اليوم من فرط انهيارها جعلتنا نوشك على فقد صوابنا بعد ان استخف النظام القائم بعقول الناس، انظروا الى أوضاعنا السياسية والاقتصادية والعسكرية في الوطن العربي ككل نجد ان هناك سرعة في إنهاك قدرتنا الاقتصادية، الامر الذي ادى الى تدهور مستوى المعيشة ودخل اكثر من 48% من سكان الوطن العربي تحت خط الفقر، وأرى أن هذه هي الكارثة الحقيقية، ومن الناحية الأمنية الوطن العربي محاط بتحديات خطرة، كل ذلك يضعنا في بؤرة صراعات نحن في جزء منها بغرض إنهاك قوانا العسكرية والأمنية.
في السنوات الماضية سمعنا عن سياسة (الفوضى الخلاقة) ولأني لم أفهم ما معنى الفوضى الخلاقة سألت أحد الصحافيين الكبار فقال لي ان الفوضى الخلاقة هي فكرة طرحت من قبل اميركا من اجل تقسيم الدول العربية، فمثلا تقسيم مصر حيث المخطط المرسوم هو تقسيم مصر إلى اربع دول صغيرة، دولة مسلمة ودولة مسيحية ودولة جنوبية ودولة سيناوية، ولكن لما بحثنا عن مصداقية هذا الكلام قالوا ان هذا الكلام هو من صنع الخيال ولكن يظهر أن الخيال اصبح واقعا وهذا ما يحدث الآن ونراه بأم أعيننا، متى نفيق ونعلم أن هذا موجود بالفعل ولا يمكن التغافل عنه او ادعاء الجهل به ونفيه، لأن هذا المخطط موجود ومطروح ويتم العمل على تنفيذه حاليا ولأجل ذلك عملت القوى المخططة للتنفيذ بكل قواها على إضعافنا وإنهاك قدرتنا الاقتصادية وهذا ما نراه يحدث حاليا وخصوصا بصورة واضحة جدا في مصر العزيزة، انظروا ماذا حدث ويحدث بمصر منذ سنوات، انظروا الى السرعة في بيع ممتلكات وثوابت مصر الاقتصادية واستنزاف موارد المياه والغاز.
تعب المواطن المصري وهو يعبر عن تدهور أوضاعه المعيشية بفلسفة خاصة وهذه عبقريته كشعب، سمعت جملة ترددت على مسمعي كثيرا وكان أحدهم يرددها على مسمعي وهي «ضيق الرزق» ولما سألت عن معناها فهمت ان هذا تعبير شعبي لكنه عميق الفلسفة وإذا اردنا ان نترجم ذلك التعبير بصورة عملية فسنجد ان الإنسان المصري البسيط يبيع جسده على نواصي الطرق او يتسلل عبر الحدود الى اسرائيل او يهاجر بحثا عن لقمة العيش عبر القوارب في البحار فيلقى حتفه إما بالغرق او بالقبض عليه كهجرة غير شرعية وهذا ما حدث وإن دل على شيء فإنه يدل على ان هناك ازمة حقيقية كانت ومازالت داخل المجتمع المصري وهذا ينطبق ايضا على اغلب المجتمعات بالدول العربية، وهذا كله يحدث والمواطن العربي يتحمله وحده والدول غائبة.
[email protected]