Note: English translation is not 100% accurate
وداعاً نجيب محفوظ
السبت
2006/9/2
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : أمينة العلي
أمينة العلي
فقدت مصر والأمة العربية والمجتمع الدولي الأديب الكبير نجيب محفوظ الذي رفع اسم مصر عالياً بموهبته الأدبية الفذة التي أمتعت الأجيال السابقة والأجيال الحالية وسيظل يثري الأدب العربي لأجيال قادمة، رحم الله الأديب الكبير الذي نال جائزة نوبل، والذي ترك زخما كبيرا من الأدب الرفيع للأجيال القادمة، منحه الله ـ عز وجل ـ موهبة التفكير الحر والكتابة المنفردة، وصارت أعماله جزءا لا يتجزأ ليس فقط من الأدب المصري بل كذلك من الأدب العربي ورغم انه انسان بسيط من عامة الشعب المصري إلا ان بعض شخوصه وتعبيراته صارت في الوعي المصري العام دليلاً على اسلوب حياة وتفكير.
وتبيانا للتطور الذي شهدته مصر في عهده، استطاع ان يقدم نقدا جريئاً وواعياً لتجربة ثورة يوليو السياسية دون اي ادعاءات او هتافات.
عشق الفلسفة وتأثره بها ظهر في كثير من كتاباته، وقدم لنا الأديب الراحل شخصية المرأة في معظم رواياته، لم يقدمها بصورة سطحية أو مهمشة وانما قدمها بصورة تحتاج الى التفكير والتحليل النفسي، قدم نجيب محفوظ المرأة كما يراها الآخرون، المرأة المغلوبة على أمرها والمرأة القوية والشرسة والمخطئة والساقطة وكان يسعى من خلال تقديمه لشخصية المرأة الى نقطة الاقناع بأن نتعاطف مع شخصيتها ونقدر ظروفها ونحترم البعد الانساني فيها.
من خلال قراءاتي لهذه النماذج التي قدمها الكاتب العالمي نجيب محفوظ، عشت مع هذه النماذج واحببت بعضها وكرهت البعض الآخر.
نجيب محفوظ كان يمثل قيمة كبرى لتواجده الإنساني وقدرته على الاستمرار في ممارسة ابداعاته الكتابية، قدم لنا خلاصة فكره وابداعه الذي سيظل باقيا للإنسانية أمد الحياة، لقد مزج أديبنا الراحل الواقع بالسياسة وعبر بفلسفة سهلة عن فكره وهدفه، رحم الله رجلا كان رمزا من رموز التنوير المصري، نجيب محفوظ وإن رحل فقد رحل بالجسد فقط لأن عبقريا مثله يقاس بقدر عطائه للإنسانية وللإبداع، فهو حالة نادرة في تاريخ الابداع والفن والأدب العربي والعالمي، قدمت أعماله صورة نابضة للحياة في مصر عبر ما يقارب قرنا من الزمان.
نجيب محفوظ النيل الثاني في مصر والهرم الرابع سيظل يعيش بيننا وفي فكرنا ووجداننا فهو سيظل للأبد قلماً وضميراً للحارة المصرية والشعب المصري الذي استمد منه أشخاصه وأبطال رواياته واستطاع بإبداعاته ان يصل بالأدب العربي الى العالمية لأنه لم يكن مجرد عابر في تاريخ مصر بل هو أحد العظماء الذين سيظل التاريخ يذكرهم وستظل أعماله تضيء تاريخ تلك الحقبة المهمة من حياة مصر، مصابيحه المنيرة والمتمثلة في اهتمامه بالعلم والاهتمام بالانسان العادي ومناداته بالتسامح والحرية والليبرالية ستظل تضيء مستقبل مصر.
كان شديد التواضع رغم البناء الروائي والفكري العملاق الذي شيده ونهلت منه أجيال وأجيال، وأصبح رمز العصر وشاهدا صادقا على تاريخ حافل وصانعا لأدب عظيم ظفر باحترام العالم واعجابه، رحم الله أديبنا وأسكنه في جنات الخلد والنعيم.
اقرأ أيضاً