تحطمت المؤشرات الاقتصادية العالمية في الأعوام السابقة وبالتحديد في عام 2008، وتعثرت بعض الشركات وتبعثر بعضها، وهذا الحطام حل على العالم كله وخاصة في الدول الرأسمالية وهناك بنوك عالمية كان يشهد لها التاريخ بأنها بنوك حذرة من المصاعب وهناك شركات استثمارية لها شعارات جميلة.
أذكر لكم بعض الشعارات التسويقية التي تطبع بقلب العميل الثقة التامة.
1- شركة لها ألوان كثيرة وتتغير على حسب المناخ المناسب.
2- شركة تتعامل مع العميل كالإنسان السيامي فهما عقلان مرتبطان بجسد واحد.
3- شركة لها عينان الاولى تقتنص الفرص والأخرى تراقب المخاطر.
4- شركة نادر وجودها في العالم فالشركات العظمى قليلة.
5- شركة نظرتها أفقية وتطمح للوصول الى القمة.
وهذه عبارات تسويقية تشد العملاء «مثل حلاتي»، وغيرها من الشركات والبنوك التي صنعت صورة ذهنية للعميل بأنها الأولى والأخيرة، وأنها الاختيار الافضل له، ومع الاسف فإن بعض الشركات والبنوك أخطأت في تقديراتها ولم تعط الأهمية لإدارة المخاطر التي أعطتهم مؤشرات الخطر.
وكذلك بورصة الكويت خسرت رجالا كانوا يديرون السوق بعقولهم الفذة، منهم السيد سامي البدر القناعي، ثم تبعه السيد جاسم البحر، والسيد ناصر الخرافي رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته.
ومازال المتداولون يذكرون مواقفهم المشرفة في صناعة المال ورفع مستوى التداول حتى إذا كانت هناك أوضاع سياسية تعيسة.
واليوم في أحوالنا العامة مع التغيرات الجذرية في الوطن العربي والاعتصامات المحلية والصراعات البرلمانية بين السلطتين، اتضح لنا ان السوق الكويتي للأوراق المالية «البورصة» لا يعيش بين هذه الأوضاع وإنما هو مشروع بورصة، أي ان الدراسات والمؤشرات وأصحاب الخبرات لا تعكس حال السوق إنما تعكـــس حال الـــخيال الذي يعيشه المتداولون.
ولا أستغرب من هذه الامور لأن الخلل من الادارة العامة للدولة، فهي تعيش يومها ولا تتعايش مع مستقبل حالها.
نحن نفتقد قيادة اقتصادية لها نظرة مشرقة لدولتنا الحبيبة ونفتقد الخطط التي ترعى مصالح الدولة وترفع من مستواها الاقتصادي. حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.
[email protected]