استطاع د.ماسارو إيموتو أن يكتشف أن الماء يتغير على حسب الكلمات التي تقال له، فقد كان يأتي بثلاثة أكواب من الماء، الأول يقول له كلاما إيجابيا، والثاني كلاما سلبيا، والثالث لا يقول له شيئا، وبعد تجميد الماء يظهر أن بلورات الماء تتغير حسب الكلام الذي يقال لها، وطبعا أصبح ماسارو بعد اكتشافه العظيم هذا الأب الروحي لمن يسمون علماء الطاقة في اليابان والعالم ومن حذا حذوهم، ووضع صورا لحالات الماء، فالبلورة الجميلة بلورة سعيدة بسبب الكلمات التي تقال لها والعكس صحيح!
لكن توثيق البحث العلمي ليس بهذه السهولة، وليس كل من وضع تصورا أصبح مكتشفا، خصوصا أن الوسط العلمي في اليابان وسط دقيق جدا، فطلب العلماء اليابانيون منه أن يوثق اكتشافه هذا فتهرب من التوثيق، وقام العلماء بتجربة اكتشافه فتبين أن ادعاءه كاذب بشكل واضح.
وبعد أن أخذ الموضوع ضجة في اليابان تحول إلى موضوع عالمي، فقدم د.كريستوفر سيتشفيلد من قسم العلم الطبيعي في فيرمونت بحثا قال فيه «إن إيموتو يتاجر عن طريق ادعاءاته، ويبيع قوارير ماء في موقعه بدعوى أنها نقية وتحتوي على أشكال هندسية متناظرة»، وكذلك قام المتخصص في كشف الخزعبلات العلمية جيمس راندي بالعرض عليه علنا«إعطاءه مبلغ مليون دولار إذا كان من الممكن الحصول على نفس نتائج دراساته وتجاربه عن طريق إثباتها بتجربة منفصلة»، ولم يتم إثبات هذا بالتجربة حتى الآن، وطبعا صاحبنا الكذاب الياباني كان غير محتاج لهذا المليون دولار، لأنه بسبب كذبته هذه أنتج كتاب «رسائل من الماء»، وضع فيها كذبه، وانتشر عند عشاق علم الطاقة انتشار النار في الهشيم، ونشر بعدها العديد من الكتب، كلها ادعاءات لا يوجد لها أساس علمي، غير أنه أعطى العديد من المحاضرات مدفوعة الأجر بكل أنحاء العالم تحت مسمى (عالم طاقة) وباع علب مياه ادعى أنها تليت عليها كلمات إيجابية وادعى أنها مفيدة لصحة الجسم، غير أنه أصبح مؤسس ورئيس مؤسسة الماء من أجل الحياة الدولية والعديد من الخزعبلات.
وطبعا هذا الأب الروحي لعلم الطاقة تمت ترجمة كتبه الى 31 لغة، وبالمناسبة كتبه غالية السعر مقارنة بالكتب العلمية والأدبية الحقيقية، وطبعا هذا مثال واحد لمن يسمون أنفسهم (علماء الطاقة).
مات د.ماسارو عام 2014، والذي اتضح أن شهادة الدكتوراه التي حصل عليها من معهد في الهند غير معترف به، لكن مازالت كتبه تباع وأفكاره تنشر، وظهر الكثير من الذين يسوقون لفكره، واتباع نفس الطريقة التي قام بها للشهرة والغنى المادي، وانتقلت لدينا في الوطن العربي مثل هذه الأفكار والخزعبلات التي تستخدم غطاء العلم للدخول إلى عقول الناس.