خلال دراستي في اليابان واجهت بعض الأسئلة من اليابانيين عن أشياء تعتبر من المسلمات عند العرب فنادرا لا تحتاج في الوطن العربي لأن تعرف أسباب هذه المسلمات لأن الكل مجمع عليها، فلا يوجد فيها مجال للنقاش سواء كانت هذه الأسئلة عن الدين الإسلامي أو عن الأمور الاجتماعية أو حتى طريقة الحياة التي ارتضاها العرب.
من هذه المسلمات العربية التي كنت أسأل عنها، كانت القضية الفلسطينية ولماذا يجمع العرب على أن فلسطين حق للفلسطينيين (العرب) ؟ فهذا ما اضطرني لأن أبحث عن أسباب القضية، ولماذا لنا الحق دون الإسرائيليين في هذه الأرض، ولأن الإعلام الياباني كان يستقي المعلومات عن الوطن العربي عن طريق الوكالات الإخبارية العالمية والتي غالبا لا تكون محايدة في النقل عن هذه القضية بالذات، فكان السرد التاريخي وتقديم الحجج مهما جدا لإقناع اليابانيين.
طبيعي أن يكون الياباني لديه جهل بقضية تبعد عنه آلاف الكيلومترات، لكن الغريب في الفترة الأخيرة أن تطلق هذه التساؤلات من العرب أنفسهم رغم أن هذه القضية بالذات كانت من المسلمات لديهم قبل أقل من خمس سنوات، فهناك وسائل إعلام (عربية) تقود نحو هذا التوجه، فتارة يقال إن الفلسطينيين هم من باعوا أرضهم وتارة يقال إن الإسرائيلبين لهم الحق التاريخي بفلسطين، وكأن الغاية هي ربط القضية الفلسطينية بالفلسطينيين فقط وليست مرتبطة بالحق العربي الإسلامي.