يروى أن إمبراطورا اضطر الأطباء الى قطع أنفه، فأحزنه ذلك، ولاحظ أن كل من يدخل عليه يحدق في أنفه، فأمر كلا من الوزراء والمستشارين وكل من يدخل عليه بأن يقطع أنفه، وتم له ما أراد، ولما كان الرعية يرون كل البطانة الحاكمة تقطع أنفها فقاموا هم بدورهم بقطع أنوفهم وقطع أنوف مواليدهم وأولادهم، مات الإمبراطور ونسوا السبب لكن استمر الناس في هذا العرف، وان قدم لهم شخص من خارج الإمبراطورية ضحكوا عليه وأهانوه لأن له أنفا غير مقطوع.
قد تكون هذه القصة من نسيج خيال الرواة لكن كثيرا من يشابهها بالمعنى موجود في كل المجتمعات البشرية، فكم من عرف موجود ونطبقه في مجتمعاتنا وهو يتعارض مع المنطق وحتى العاطفة لكن للأعراف سلطة حتى أقوى من سلطة الحكومات والقانون.
مع تطور العلم والتكنولوجيا في العصر الحالي تقوم المجتمعات الذكية بالسيطرة على أعرافها وهندستها وتوجهها التوجيه الإيجابي الذي يخدم المجتمع، صحيح أنها تحتاج الى مجهود ضخم لكن إذا أصبح العرف يدعم التطور والتقدم أصبح هذا العرف سمة المجتمع.
المجتمع الياباني مثال حي على العرف الإيجابي فالفرد فيه يعمل ويجتهد بالإنتاج ولا يكون عليه رقيب أو حسيب مثل ما يحدث بالدول الأخرى لأنه أصبح انتاج الفرد من العرف فالمجتمع ينظر للشخص قليل الإنتاج نظرة سلبية تجبر كل أفراده على حب العمل والاجتهاد فيه.