بعد مرور 69 سنة على إلقاء أميركا القنبلتين النوويتين تبين أن هناك خطأ كبيرا بالترجمة أو قد يكون أكبر خطأ من نوعه حدث في العالم، وذلك بعد أن اجتمعت دول الحلفاء بقيادة أميركا عام ١٩٤٥ طلبوا من اليابان في بيان ختامي لاجتماعهم بأن تستسلم وترضخ لشروطهم. فقام رئيس الوزراء الياباني حينها كانتارو سوزوكي بمؤتمر صحافي للرد على البيان فلما سأله الصحافيون اليابانيون عن رده على بيان دول التحالف قال (Mokusatsu) وهي تعني الصمت العميق وتستخدم للتعبير عن عدم وجود رد.
الصحافة الأميركية أخذت الكلمة وترجمتها (لا يستحق التعليق) وهي ترجمة خاطئة وبالضغط الصحافي الأميركي قامت أميركا بإلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما ثم على ناغازاكي ومات بسبب الترجمة الخاطئة أكثر من 170 ألف ياباني.
تصنف اللغة اليابانية كأصعب لغة للتعلم بالنسبة للناطقين باللغة الإنجليزية والعربية كلغة أم ولذلك هناك صعوبة في الفهم والترجمة وتكمن الصعوبة في الترجمة من اللغة اليابانية في أحرفها الكثيرة فهناك ثلاثة أنواع من الحروف وأصعبها هو الرموز اليابانية التي تسمى بالكانجي وهي بالأصل رسومات تطورت مع الوقت لتصبح رموزا، فللشجرة رمز وللماء رمز ولأغلب الأشياء الموجودة في الكون رمز خاص به وقد تدمج هذه الرموز لتدل على شيء مختلف ويختلف نطقها على حسب الرمز الملتصق بها وعددها كثير لكن الاحتلال الأميركي أجبر اليابانيين على تقليص عددها إلى دون الألفين، وهذه الرموز بالأصل أدخلها اليابانيون على لغتهم من الصين.
تعدد مصادر المفردات باللغة اليابانية تعد ثاني أصعب مشكلة يواجهها المترجم والدارس، فهناك ثلاثة مصادر للكلمات الأول هو المفردات اليابانية الأصلية وهي تمثل 50% من المفردات اليابانية المستخدمة حاليا، أما المصدر الثاني هو اللغة الصينية وتشكل 40% من المفردات ومشكلة هذه الكلمات أنه يوجد الكثير منها متقارب في النطق فتتطلب أن يكون المتلقي صاحب أذن حساسة حتى يميز بين معانيها، والمصدر الأخير هو المفردات القادمة من اللغات الأوروبية والآسيوية والإنجليزية بالتحديد وتشكل 10% وهذه المفردات آخذه بالتوسع بشكل كبير باللغة اليابانية وينطقها اليابانيون بطريقة يابانية تصعب على المتلقي تميزها وبعض الكلمات تكون متخصصة تصعب معرفتها على من لا يتحدث الإنجليزية كلغة أم.
قواعد اللغة اليابانية تتميز بسهولتها وقلتها مقارنة باللغات الأخرى وإن كان هناك بعض القواعد الصعبة، لكن الصعوبة تكمن في تأثير الثقافة اليابانية على طريقة التحدث والكتابة، فمعروف بأن اليابانيين لا يحبون التحدث عن النفس فدائما ما يلغون ضمير المتحدث عند الكلام أو الكتابة من ما يسبب سوء فهم أحيانا خصوصا عند غير الناطقين في اليابانية كلغة أم وتظهر بعض هذه الأخطاء في الترجمة فينسب المترجم الفعل لغير فاعله بسبب عدم ذكر الفاعل في النص الياباني الأصلي.