ليس من المعقول أن يمر خبر تغيب 12 ألف طالب عن اختبارات الثانوية العامة للفصل الأول من السنة الدراسية للصف الثاني عشر من أصل 37 ألف طالب دون أي ردة فعل على هذه المصيبة التعليمية. هذا غير 1600 طالب تم حرمانهم من الاختبارات.
لا يبدو الرقم بسيطا أبدا لدولة عدد سكانها قليل كالكويت وهو يعادل غياب طالب من كل أربعة طلاب، وهذا دليل كبير على أن البيئة التربوية متدهورة وطاردة للطلاب، وكذلك دليل على عدم الوعي الاجتماعي عند بعض الأسر بأهمية التعليم ووجود مشاكل بالمجتمع كالتفكك الأسري وغيره من المشاكل الاجتماعية التي يجب أن تعالج ولابد من معرفة الأسباب التي تدفع الطالب على عدم حضور اختبارات مهمة في حياته العلمية والمهنية.
عقل الطالب الباطن يربط بين المدرسة والعلم، فعند اهتزاز الصورة النمطية للمدرسة في عقل الطالب يقل تقديره للعلم والتعلم بسبب ارتباطهما في عقله، فعندما يتعامل الطالب مع إدارة مدرسية ضعيفة أو مدرس يفكر كيف يجني الأموال عن طريق الدروس الخصوصية، طبيعي أن تكون صورة المدرسة مهزوزة في عقلة فيقل احترامه للمدرسة وللعلم.
حل المشكلة ينقسم إلى قسمين حلول مهمة سريعة وأخرى أهم تستغرق وقتا أطول، والسريعة تكون باستخدام المدارس التكنولوجيا الحديثة لإبلاغ أولياء الأمور بتغيب الطلاب وإلزام الطالب بإحضار توقيع خطي من ولي أمره وتفعيل القانون الذي ينص محاسبة الطالب المتغيب عن الاختبارات وحضور المدرسة وتشكيل مجلس لأولياء الأمور وتفعيل دوره وإعطاؤه صلاحيات بحث الأسباب التي تتسبب بتغيب الطلاب وعلاجها، أما الحلول طويلة المدى تكون بتأهيل أكثر لإدارات المدارس وتعزيز قيمة العلم وأهميته في المجتمع وتعزيز الصورة الذهنية للمدرسة وأهميتها بعقل الطلاب وتغير المناهج الدراسية حتى تكون مناسبة أكثر للطلبة، وحل المشاكل الاجتماعية داخل الأسر خصوصا بعد الزيادات السنوية بنسب الطلاق في المجتمع الكويتي.