تسمى عملية تقديم الشاي بالطريقة اليابانية بالسادو، يقوم من خلالها مقدمو الشاي وشاربوه بطقوس وشعائر معينة مرتبطة بمذهب الزن البوذي المنتشر باليابان، وتقديم الشاي مازال يمارسه الكثير من اليابانيين، فيأخذون دروسا خاصة ودورات بالسادو ويمارسونه إما بمنازلهم لمن كان لديه مساحة مخصصة لشرب الشاي أو في المراكز الثقافية المنتشرة لديهم، ويجب أن يكون مكان تقديم الشاي مبنيا بالطريقة اليابانية ويجب أن تتوافر شروط معينة خاصة بالسادو حتى يصلح للتقديم.
أشهر اليابانيين في هذا التقديم هو سين نو ريكيو المولود عام ١٥٢٢، لديه مدرسة عريقة انقسمت مع الزمن لثلاث مدارس كلها تدين بالولاء له، فهو مؤسس للقواعد الأربع التي ما زالت ممارسة في هذا المجال وهي التناغم (وا) والاحترام (كيه) والنقاء (سيه) والسكون (جاكو).
ريكيو مشهور جدا في اليابان ومعروف عنه حبه للبساطة في حفلات تقديم الشاي وبالحياة، والكثير من قصصه ما زالت تتداول بين الشعب الياباني بشكل أسطوري عليها بعض القداسة أحيانا، خصوصا عند مريديه، فمن القصص المتداولة، أنه ذهب مع ابنه لزيارة أحد الأثرياء، لممارسة طقوس الشاي، فلما رأى باب المنزل غاليا يبدو عليه أنه مأخوذ من أحد المعابد في الجبال، لم يعجبه ذلك فرجع مع ابنه ولم يدخل المنزل لأنه أعتقد أن صاحب المنزل سيتكلف كثيرا في حفلة تقديم الشاي وهذا ضد مبادئه في هذه الحفلات.
معد الشاي هذا تطور كثيرا حتى أصبح المعد الخاص في بلاط نوبوناغا، الشخصية اليابانية الشهيرة التي استطاعت أن توحد البلاد وبعد موته خدم ريكيو في بلاط خليفته هيديوشي، الذي قربه منه، فتحول من معد شاي إلى صاحب قرار يتحكم في مصير الشعب، لدرجة أنه أصبح معارضا لبعض قرارات هيديوشي نفسه فطلب منه الأخير أن ينتحر بالطريقة اليابانية (الهراكري)، وهذا ما حدث.
القصة على الرغم من قدمها إلا أنها ما زالت تتكرر، فكم من معد شاي لصاحب منصب أصبح القائم الفعلي بمهام المنصب، ومدراء ووكلاء كثر حصلوا على مراكز لا يستحقونها ليس بهدف التطوير وخدمة الناس، بل للحصول على مسمى المنصب حتى يكتمل (البرستيج)، ولأنه ليس أهلا لهذا المكان وليس لديه دراية بإدارته، يضجر منه سريعا، فيترك (الخيط والمخيط) لمن يقوم بخدمته، فيقوم هؤلاء المتخصصون بصب الشاي والقهوة و(مسح الجوخ) بالتحكم في مصير الناس وتنفيع المقربين منهم، ليتدهور وضع العمل والعاملين والمراجعين.
صباب الشاي الياباني كان صاحب مبدأ، واتخذ من الشاي لتوصيل مبادئه، وعندما طلب منه الانتحار فعل، لذا أحبه أما مثيله لدينا، فمبدؤه الاستفادة المادية والمعنوية قدر المستطاع، فعلى الرغم من أن آلية الوصول واحدة، إلا أن جودة الياباني أفضل.