يحدث أن تكون مسافرا لدولة متطورة، وتجد أن شخصا ما يحاول تجاوز الطابور، فيغضب الأشخاص المنتظرون بالطابور وغير الطابور من ذلك المتجاوز ويبدأون بالصراخ عليه، وتلاحظ أن الأشخاص الذين يأخذون منحى سلبيا ويفضلون الصمت وعدم فعل شيء نسبتهم قليلة، الغالب يرفض هذا الفعل بطرق غير عنيفة، فنسبة كبيرة تكلم المتجاوز وتطلب منه الرجوع في الصف، وآخرون بالإشارة، والبعض بالنظر للمتجاوز بنظرات مشمئزة، وهذا الحادثة مشاهدة في العديد من الدول مع اختلاف حضاراتها، ولا يجمع بينها لا اللغات ولا العادات والثقافات، إنما العامل المشترك بينها هو التطور ورفض التحايل والغش.
هذا أحد أنواع الغضب الجمعي الإيجابي الذي تقوم به المجتمعات بتصحيح نفسها، فتأخذ على يد من يخطئ، حتى لا يسود هذا الخطأ، قد لا يكون من يرفض تجاوز الطابور يقصد ألا يسود الخطأ في المجتمع، لكن البوح برفض الظلم هذه عادة أخلاقية إيجابية اكتسبها من مجتمعه عن طريق التربية، فتجد الشخص المنتمي لهذه المجتمعات يكون ذا شخصية هادئة لكنه يغضب بسرعة لأي ظلم بسيط حتى لوكان تجاوز طابور أحد محلات الآيس كريم.
على حسب دراسة أقامتها جامعة لندن غلوبل عن الأسباب الرئيسية لسعادة الإنسان في الآونة المؤخرة، ربطت سعادة الإنسان بالعدالة الاجتماعية، متى ما كانت العدالة الاجتماعية مسيطرة على المجتمع اصبح أفراده اكثر سعادة والعكس صحيح، ومن أهم العوامل التي تسبب العدالة الاجتماعية هذا النوع من الغضب الجمعي، ففي طريقة أخرى الغضب الإيجابي الجمعي يؤدي الى السعادة.
التطور مرتبط بوعي المجتمع فكلما زاد، زاد تطور المجتمع، فينعكس هذا التطور بالوعي على أخلاق المجتمع فتتطور أخلاقه، والتطور الأخلاقي يؤدي إلى التطور المادي والاقتصادي، فسبب التطور هو زيادة الوعي الاجتماعي ثم التطور الأخلاقي ونتيجة التطور هي الابتكارات والإنجازات التي تؤدي الى التطور الاقتصادي والمادي.