الأسبوع الماضي زرت الشقيقة قطر تلبية للدعوة الكريمة من الشيخ جابر بن عبدالله شيخ قبيلة آل حرم الكرام لحفل زفاف نجله ياسر، واقتنصت الفرصة لرؤية مدى تطور الدولة والفرق بين زيارتي لها قبل أكثر من عشر سنوات ومقارنته بالوضع الحالي.
كانت قطر عام 2009 دولة تحت الإنشاء بما تحمله العبارة من معنى، فأينما وليت وجهك تجد إنشاءات وطرقا مغلقة وقليلا من مجمعات التجارية هنا وهناك، أما الآن فستجد ما يسر كل عربي من تطور ثقافي ومعماري وحتى اجتماعي، يكاد يكون كل شيء فيها جميلا وجديدا، يحمل في طياته عبق الأصالة والتراث الخليجي القطري.
زرت جامعة قطر التي تحتل مساحة كبيرة بشوارعها ومواقفها الضخمة وتحتوي على عدد كبير من المباني المصممة بطريقة تعطي مرتاديها راحة نفسية، فنسبة الخضرة فيها لا تتوقع ان تجدها في بلد صحراوي، وكل المباني تحتوي بداخلها على ما نسميه بالخليج (منور) وهي ساحة غير مغطاة تمر من خلالها أشعة الشمس، والأهم من هذا كله الجودة العالية ملحوظة بشكل واضح في جودة المعلمين الحاصلين على أعلى الشهادات ومن أرقى الجامعات فيها، وهذا يدل على اهتمام الدولة ببناء الإنسان والعمران.
نادرا ما تجد في دولنا العربية الاهتمام بالتعليم، وهذا ما يميز الشقيقتين قطر والإمارات، وهذه النقطة أهم من كل الإنجازات العمرانية والاقتصادية في بناء الدول، وإنجازات قطر في هذا الجانب مشهود لها عالميا، فعلى سبيل المثال يذكر تقرير التنافسية العالمية الصادر من المنتدى الاقتصادي العالمي بسويسرا ذلك التطور الجميل الحاصل في مجال التعليم، وذلك بتحقيق قطر المركز الأول عربيا في مجالات التعليم الابتدائي وفي جودة التعليم الثانوي وجودة تعليم الرياضيات والعلوم والنظام التعليمي، وحصلت على المركز الثاني عربيا في خدمة الإنترنت بالمدارس، وتحقيقها مراكز متقدمة في كثير من مجالات التعليم على مستوى العالم.
الاهتمام بالجانب الثقافي كذلك كان ملحوظا، فتجد المعارض والندوات والفعاليات الثقافية تنظم بكثرة، ودور النشر المتاحة لأي فكرة كتاب يتقدم بها أي قطري أو مقيم واستعداد الدولة لتحمل تكلفة النشر والتوزيع مثل دار كتارا للنشر التي أطلقت مؤخرا مسابقة للكتاب القطريين لرفع مستوى جودة الكتابة في الدولة، هذا غير المسابقات الأربع الأخرى التي تنظمها الدار شبه الحكومية لجميع كتاب العرب والعالم، والجميل في هذا الجانب إنشاء الدولة أماكن لممارسة الهوايات وبشكل مجاني، فتجد المراسم للرسامين وغرفا مخصصة للنحت للنحاتين ومعارض للمصورين، وغيرها من الهوايات المفيدة ثقافيا واجتماعيا، وبهذه التطورات والدعم للتعليم والفعاليات الثقافية أصبحت قطر أجمل.