يقول الأولون إن في (قطو) ذابحه الفقر والجوع وتعب وهو يدور على صفقة العمر يدفن فيها فقره، أقصد جوعه الذي لا ينتهي، ففكر أن يستخدم وسيلتين لطالما استخدمهما بني البشر وأجدتا نفعا في كل مرة مع من غيبوا عقولهم وكأنهم أنعام بل هم أضل سبيلا.
أما الطريقة الأولى يا سادة فهي استخدام الإعلام الأصفر بكل مشاربه، ولم يجد بطل قصتنا هذه أجدر من الغراب حق هالسوالف اللي على طول وافق برحابة صدر ومن دون تردد، فطار محلقا ينشر خبر زهد القط ورغبته في العيش مع الفئران بسلام وأنهى نشر إفكه بينهم بدعوتهم إلى وليمة عشاء يقيمها القط على شرفهم وهذه يا سادة طريقة القط الثانية وهي أشبه بالرشوة المقنعة أو سموها اللي تسمونها بكيفكم.
وعندما وصل الخبر للفئران بدأت تتهامس فيما بينها مستبشرة بمستقبل آمن وبدأ من صدق الغراب منهم بإقناع من مازال يساوره الشك (على الأقل خلونا ندق العشا) حتى وصل حديث الفئران إلى مسامع فأر (فاهم) فطالبهم أن يحكموا عقولهم ولا ينجرفوا وراء (كلك) الغراب ولا مكر القط منهيا حديثه قائلا: (يا ربعي القطو والله ما يخلي رفة الشارب).
وكعادة بعض بني البشر لم يعر أغلب الفئران اهتماما بما قال الفار الفاهم (مرددين احدى عباراتنا الشهيرة يا معود هذا شفهمه) انه سحر الإعلام الأصفر وسطوته.
وما إن ذهبت الفئران لحفل العشاء حتى هجم القط على ضيوفه قتلا وتجريحا والغراب يطير من فوقه صائحا: على هونكم يا جماعة إن ما يحدث لا يعدو أكثر من لعب قطاوة.
كم فاسد بمجتمعنا رف شاربه بعد أن تقمص قميص الأخلاق والورع تحركه الرغبة بالتهام كل رزق ساقه الله لهذا البلد المعطاء مستأثرا بالسمين منه ومنافسا على الفوز به حتى بات كبح جماحه أشبه بالمستحيل متسلحا بغربانه التي تنعق وتزين للعامة أفكاره وأعماله!
ولأمثالهم أقول لم يعد في قوس صبرنا منزع.... اللهم بلغت اللهم فاشهد.
أدام الله من حافظ على البلد ولا أدام القطط والغربان.