المتابع لحال التنمية في وطننا يستشعر الألم عليه، ويزيد الألم ويتحول لحسرة إذا ما قارن حالنا مع دول الجوار، بالرغم من أننا بالكويت نملك كل عناصر النجاح من المال والكوادر الوطنية ولدينا مطالبات صادقة من أميرنا المفدى وولي عهده ومن الشعب الكويتي الكريم على مختلف مشاربه للحكومة بضرورة تحقيق التنمية وبأسرع وقت ممكن للحاق بالركب الذي صرنا في مؤخرته، ولكن الحكومة التي بيدها سلطة التخطيط والتنفيذ تارة تعيق التنمية وتارة أخرى تقف عاجزة.
فإعاقة التنمية تجلت عندما أوقفت خطة 2010 التي وضعها وزير التنمية الأسبق الشيخ أحمد الفهد ونفذ منها سنتين، وللعلم فان كل المشاريع العملاقة التي نرى معالمها بارزة الآن من إنجازات تلك الخطة سواء كانت جسورا أو مستشفى جابر أو ميناء مبارك الكبير أو مبنى وزارة التربية وغيرها كثير، إلا أن هذه الحكومة في مطلع 2012 أوقفت ميزانيتها وبعثرت مشاريعها ولم تضع بديلا عنها بل قامت بإلغاء مشاريعها وأبرزها المستشفيات الأربعة التي ألغيت دفعة واحدة بالرغم من أنها مناقصات أرسيت وفق القانون وبعد مرورها بالدورة كاملة بحجة ارتفاع التكلفة التي كانت في بحر 250 مليون دينار، إلا أن هذه الحكومة أرست مناقصة مستشفى واحد بذات الكلفة إن لم يكن بسعر أعلى!
وقامت هذه الحكومة بتأجيل الانتهاء من جامعة الشدادية التي كان موعد تسلم المرحلة الأولى منها في 2015 فأجلتها إلى 2019 دون مبرر أو سبب منطقي سوى الترضية، أما مظاهر العجز فقد تجلت بصورة صارخة في الخطة التي قدمتها الحكومة لمجلس الأمة في أواخر العام الماضي ورغم الانتقادات اللاذعة التي قيلت فيها سواء من النواب الذين استقالوا أو الكتاب والمختصين بل ومن مختلف قطاعات الشعب الكويتي والمطالبات لإعادة النظر فيها، إلا أن الحكومة أصرت عليها وتشبثت بها ولكن في الشهر الفائت أعلنت الحكومة بأن الخطة فشلت!
وأعلنت الحكومة أنها ستنجز مطار الكويت الدولي الجديد الذي كان من ضمن عناصر خطة 2010 وقامت بإرجائه ثم وعدت بإنجازه خلال سنتين مر منها اكثر من ستة شهور، إلا أنها إلى الآن لم تنته من تأهيل الشركات للمشاركة في مناقصته، فكلما أعلنت عن موعد لغلق باب التأهيل عادت واجلت موعد الإغلاق وآخر موعد أعلنت عنه الحكومة هو نوفمبر المقبل.
وبناء على ما تقدم يتضح أن سبب توقف التنمية هو هذه الحكومة التي تجامل على حساب الصالح العام وعدم إحساسها بأهمية الوقت، والسبب الآخر هو عدم وجود المحاسبة وانعدام الرقابة على الحكومة التى صارت هي الرقيب.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. فهل من مدكر؟
[email protected]
baselaljaser@