دلال مدوه
نشرت الـ «bbc» مؤخرا في موقعها على الانترنت «التقرير السنوي لمؤسسة الاحصاء الاميركية عن مستويات الدخل والفقر وخدمات التأمين الصحي في الولايات المتحدة» وقد بين التقرير ارتفاع عدد الفقراء من 36.5 مليون فرد في عام 2006 الى 37.3 مليون في عام 2007، حيث دخل الى دائرة الفقر 816 ألف أميركي بينهم نحو نصف مليون طفل.
وبلغ عدد من يفتقرون الى خدمات التأمين الصحي سواء أكانت حكومية أم خاصة 45.7 مليون اميركي، وهذا يعني نسبة تعادل 15.3% من سكان الولايات المتحدة.
وقد حذر التقرير من أن مزيدا ممن تخطوا سن الـ 65 سيعانون من الفقر إذا لم يتلقوا خدمات الرعاية الاجتماعية، وكشف تقرير آخر ان البيانات الرسمية افادت بان نسبة البطالة في الولايات المتحدة وصلت الى 5.7% في شهر يوليو 2008 وهي الأعلى منذ 4 سنوات.
كما نشرت الـ «bbc» في موقعها ايضا «تقريرا لهيئة الابحاث بالكونغرس الأميركي» كشف ان تكلفة الحرب في العراق وافغانستان قد تصل الى 811 مليار دولار، وان تقديراته تشير إلى أن الكونغرس خصص 386 مليار دولار للحرب الدولية ضد الإرهاب، بما فيها الحرب في العراق وأفغانستان.
وفي حال موافقة الكونغرس على الفاتورة المطلوبة منه، فإن تكاليف الحرب ستصل إلى 494 مليار دولار، بالاضافة الى 371 مليار قد يحتاجها الجيش الاميركي بحلول عام 2016 بحسب تقديرات الهيئة، لذا فإن حربي العراق وافغانستان ستكلفان الولايات المتحدة اكثر من حرب ڤيتنام التي كلفت 579 مليار دولار.
واشارت تقديرات هيئة الابحاث بالكونغرس الى ان انفاق وزارة الدفاع السنوي على الحروب ارتفع من 73 مليون دولار عام 2004 الى 120 مليار دولار عام 2006، بزيادة قدرها 17% لعام 2006 فقط.
لقد لفتت تلك التقارير انتباهي مصادفة وأنا أتصفح موقع الـ «bbc» واستغربت من الأرقام الفلكية المصروفة على دمار البشرية، هذا في الوقت الذي من الممكن استخدامها بصورة انسانية، لتصحيح أوضاع الناس الحالية، وتحسين ظروفهم المادية، والارتقاء باحوالهم المعيشية، من خلال توفير الاحتياجات الاساسية، وتقديم الخدمات الحيوية، واقامة المشاريع التنموية.
لقد كان النموذج الاميركي مثالا وغيره من النماذج الكثير، والأحوال في العالم كلها مؤسفة والوضع مرير، وأنا اتساءل لماذا ننفق على التسليح والحروب، ونترك مكافحة الجوع وزراعة الحبوب؟!
ولماذا نهمل التعليم والتنمية والرعاية الصحية، وغيرها الكثير من المجالات الضرورية؟!
ولماذا نسعى لقتل بعضنا، في حين اننا يمكن أن نحيا كلنا؟!
أتوقع ان ذلك نتيجة لوجود شيء في داخل هذه النفس البشرية، شيء يسعى لبسط النفوذ والسيطرة الأبدية، ولو أدى ذلك إلى دمار الإنسانية!
زاوية أمل:
دعوة مغلفة بالاحلام والاماني القلبية، لنشر المحبة واتفاقيات السلام الحقيقية.