تابع العالم باهتمام بالغ تطورات محاولة الانقلاب التي جرت أحداثها في تركيا مساء الجمعة وانتشار بعض أفراد من الجيش محاولين السيطرة على الأماكن الحساسة كالمطار والميادين الهامة ومقر البرلمان ومبنى الحكومة وأجهزة الإعلام بقصد الاستيلاء على الحكم الديموقراطي الذي جاء بواسطة الشعب وأصواته وهذه المحاولة وقف لها الشعب التركي بكل بسالة وأعلنوا رفضهم بالخروج للشارع والتصدي للانقلابيين وهو نموذج يحتذى به في وقوف الشعب مع الشرعية والدفاع عن مكتسباته وإنجازاته وهو الشعب الذي عانى كثيرا من حكم الجيش.
يقول الباحث والكاتب في الشؤون العسكرية غاريث جنكيز ومقره اسطنبول «ان هذا الانقلاب بدا مخططا له بعناية إلا انه استعان بقواعد اللعبة التي كانت شائعة في سبعينيات القرن الماضي معتبرا ان الأمر بدا كانه في تشيلي عام 1973 او في أنقرة عام 1980 أكثر منه في دولة عصرية عام 2016».
لا يهمنا الانقلاب العسكري نجاحه او فشله بقدر ما لفت انتباهنا الشعب التركي الذي رفض الانقلاب رفضا قاطعا وساند رئيسه المنتخب وحكومته الشرعية وهو بذلك يقدم درسا مجانيا للشعوب الأخرى وللحكومات وأصحاب القرار السياسي بأن الشعب هو صاحب القوة والتأثير بتقرير مصيره وتخطيط مستقبله والحارس الأمين على ممتلكاته والمدافع الشرس عن حريته وكرامته.
لقد ولى زمن الانقلابات الدموية واغتصاب السلطة الشرعية الى غير رجعة ولكن علينا ان ندرك بان هناك أيادي دولية خفية تخطط لزعزعة الأمن ورسم السياسات العدائية وزرع الإرهاب وإشاعة الفوضى والتدمير للشعوب والدول وهذه الأيادي المخططة تقف وراءها دول وأحزاب وجهات استخباراتية عالمية تقرر وتساند وتخطط وقد تفشل مرة وتنجح مرات عدة.
تحية إجلال وتقدير لكل الشعوب الواعية لما يحاك لها وظلت متمسكة بمبادئها وبحريتها وأخيرا يبقى الشعب هو صاحب القرار الأول فعلى المعنيين بذلك تنفيذ رغباته والانصياع التام لطلباته.
[email protected]
bnder22@