طول عمرها ديرتنا حكومة وشعب أصيل يسعون للعطاءات اللامتناهية سواء في داخل الكويت او خارجها، فالأيادي البيضاء ممتدة لا تتوقف عند حد معين، فعلى غير العادة ان دولة تقوم وتنهض في وقت قصير بعد دمار شامل ألمّ بها جراء ما حدث لها من احتلال غاشم وأفعال شنيعة وجرح غرس بقلبها شتت شملها، لكن نقول ان لدينا قيادة وحكومة حكيمة بقراراتها ومواقفها وصلابتها الله يديم علينا هذه النعمة ويحفظ حكامنا وشعبنا الذي كثيرا ما اتصف برباطة الجأش والقوة المدموجة بالطيبة المفرطة.
نقول «عمار.. يا كويتنا»، وبعد ذلك.. وهنا يكمن السؤال، هل نتعلم من الأخطاء وهل نتحاشاها في المرات المقبلة؟
فعلى سبيل المثال وقفات بلادنا مع العراق وفلسطين واليمن ودول كثيرة هل عادت علينا بالنفع؟ بالطبع لا، طالتنا عداءاتهم ومواقفهم التي أدمت قلوبنا فجارنا العراقي غزانا وعض يدا امتدت له بالخير، وبعض دول الضد التي وقفت مع العدو ضدنا ولا تزال دولتنا الحبيبة تعطيها من خيراتها، لكن عفا الله عما سلف، وتستمر بالعطاء، أعتقد أن من باب أولى أن يتم التركيز على الكويت أولا وشعبها، فالكويت شهدت نهضة عظيمة في حقبة الثمانينيات ووصلت إلى قمم عالية شاهقة على جميع الأصعدة سواء في الفن، الثقافة، التجارة، السياسة والعمران، أما الآن فنرى أن دولا مجاورة شقيقة قد سبقتنا بمراحل وبدأوا من حيث انتهينا، نشعر بالغبطة حينما نرى تلك الدول تنهض لكن «يعز علينا» أن نرى مستشفياتنا متراجعة على المستوى الطبي والأجهزة وانتقاص الخبرة، وندخل مستشفيات دول أخرى وترتاح أعيننا وقلوبنا لما نراه من تطور في وقت قصير، وعندما نصفن ونتذكر خضار ديرتنا وشوارعها التي تلمع نراها الآن باهتة وبعضها محطمة، لم لا نستعيد تلك الأيام؟ ومن المسؤول عن ذلك؟ يجب وضع الحلول والنظر إليها بعين الاعتبار، وعندما نرى شبابا في عمر الورد يجلسون في بيوتهم لا يحصلون على وظيفة تتناسب ومؤهلهم الدراسي وتطلب منهم «الواسطة»، وإذا تحدثنا عن واجهة بلدنا وهو مطار الكويت الدولي الذي يعتبر من اهم الأماكن التي تسلط عليها الأضواء فمن خلاله نستقبل زوارنا من مختلف البلدان العربية والغربية يجب ان يكون يليق بمستوى الكويت الحبيبة، وكثير من الأمور ترهق نفسيات الشعب «الشق عود».
ليش.. وليش..وليش
أسئلة مثيرة تحرق الجوف، عندما تزور إمارة دبي على مدى مرتين خلال فترة شهرين تراهم يضعون حجر الأساس لمبنى ما وبعد هذه الفترة تراها شيدت.. ماذا ينقصنا لنرى جامعة الكويت الجديدة معمرة ونرى طلبتنا مستقرين بين أروقتها؟ نرى تحت قبة عبدالله السالم الموقرة شتائم بين بعض السادة الأعضاء، وبعدها نرى عجزا في الميزانية وخطة تنمية لاتزال تحت المشاورات، وفي المقابل نرى مساعدات خارجية.. الكويت جميلة وما في مثلها وحكومتنا صاحبة قرار سديد وحنكة ومعطاءة لكن.. من المسؤول عن التباطؤ والى متى هذا الحال؟!