ضاري المطيري
استبشرنا خيرا في بداية الامر وقلنا الحمد لله على فتح مجال التوظيف لأبناء الكويتيات، تلكم الكويتيات اللاتي لم يقترفن ذنبا سوى انهن تزوجن بأزواج غير كويتيين من دول الخليج التي تربطنا معهم ارحام وبيننا وبينهم مصاهرة، لكننا ما لبثنا ان وجدنا مثل هذا القرار الحسن تتبعه شروط مجحفة فيها من التعنت الشيء الكثير، للأسف ان يُمنع أحد الشباب ممن نشأ في الكويت وتربى في ربوعها واشْرب حبها وولاءها من تقديم طلبه للالتحاق بالشرطة لانه غير مستوف شرط ولادته في الكويت رغم ان جميع شهاداته الدراسية تم استخراجها من الكويت، وبالرغم من كون أمه كويتية ووالده يحمل إحدى الجنسيات الخليجية ويحمل أيضا شهادة تفيد بلزوم معاملته معاملة الكويتي، والتي تعطى خاصة لأبناء الأرامل والمطلقات، وقد حدثني بعض المختصين بالقضاء والقانون ان من هو بمثل هذه الحالة ولديه هذه الشهادة فانه يُعد بمنزلة اعلى من جميع امثاله الآخرين من ابناء الكويتيات لأزواج غير كويتيين فهو كما يُقال «كويتي إلا» أي بمنزلة الكويتي إلا قليلا، أمه هي امرأة فاضلة، مربية أجيال، هي بالنسبة لهذا الابن ليست نصف المجتمع وحسب، بل هي المجتمع كله، حيث ان أباه متوفى، هذه الأم هي امرأة جالسة على سجادتها ترفع يديها متضرعة الى الله ان يكشف ما بها من حال ابنها المعلق الذي حُرم وظيفة يقتات منها، وليس ببعيد على وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد ان يرأف بمن هذه حاله ولو من أجل أمه التي تشدّ به العضد ولا ترى بعد زوجها الا ولدها الذي تولى مسؤولية البيت فأكهلته تلك المهمة الصعبة دونما وظيفة تليق به وتسد حاجته، وليست ببعيدة عن سيادته التي توالت الاصلاحات في وزاراته منذ توليه لها، والله هو الرزاق.
في ختام هذا الموضوع، اعتقد ان كثيرا من الشروط أو القيود تحتاج الى مراجعة وتدقيق وإعادة نظر فهي من صنع الانسان الذي من عادته وديدنه انه ظلوم جهول، فلماذا كل هذا التعنت؟ وأنصح علاوة على ما ذكرت بإنشاء جمعية ابناء الكويتيات بدلا من بعض الجمعيات النسائية التي ليس من همها الا المطالب السياسية والبروز الاعلامي، والله من وراء القصد.
حسافة يا التربية
حسافة وحسرة ان يتم الترويج لكتب جنسية بين بناتنا واخواتنا في كلية الدراسات التجارية، والتي للأسف تتبع وزارة التربية، وقلت «التربية» وليست التعليم لأن من المفترض في مثل هذه الهيئات والمؤسسات العناية في المنزلة الاولى بالتربية والاخلاق لا بتعليم امور مخجلة لا ينبغي ان يتم تداولها بين أوساط بريئة وفي مثل هذه الاماكن الجليلة، يجب ان يأخذ القانون مجراه ويعاقب المسؤول، ولا أظن ان وزيرة التربية سيصعب عليها إقالة ومعاقبة المسؤولين المباشرين عن هذا الترويج المشين، والله يعينكم يا أعضاء الاخلاق والفضيلة دايما مَسْبُوبِين مَسْبُوبِين، وانتقاداتكم لهذه الاحداث دايما في أعين البعض شخصانية والله المستعان.
شكرا
أُهْديَ إليَّ قبل أيام كتاب قيم تحت عنوان «التعامل مع غير المسلمين على هدي سيد المرسلين» من مؤلفه الأخ الفاضل المحامي سلمان فهد المطيري، وهذا الكتاب المفيد عبارة عن مشاركة لمؤلفه في جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، فجزاك الله خيرا يا أخي.