ضاري المطيري
تخيل معي اخي القارئ الكريم قصة افتراضية نسجتها من فكري وخيالي واقتبست فكرتها من اجواء الامتحانات الماضية لطلبة الثانوية، هذه القصة رغم انها خيالية الا انها قد تقع بعينها، هذا ان لم تكن وقعت في الماضي او على الأقل شبيهة او مقاربة لها، هذه القصة تتلخص وتتمحور حول مدرس اهوج او قلها بالكويتي فيه لعانة يريد ان يوهق طلبة فصله ويقطهم على صخر حيث قال لهم لا تدرسوا ولا تذاكروا مادة اللغة العربية فهي مادة ثانوية ليست باساسية بل لا تحسب درجاتها في المعدل النهائي لشهادة الثانوية العامة وليس فيها سقوط أو نجاح حتى، فما كان من الطلبة إلا ان غطوا نياما على فرشهم في صبيحة امتحان تلك المادة وبالتالي رسبوا ولم يحصلوا على شهادة التخرج، رغم درجاتهم العالية في المواد الأخرى المتبقية وفجعوا بالمقلب الذي اكلوه وكم كان مرا، فما كان من الطلاب وذويهم الا ان هرعوا مسرعين الى اعضاء مجلس الامة يطلبون نجدتهم ونصرتهم من الظلم الذي طالهم واقلق مضاجعهم، فانقسم فرسان المجلس المناصرين للاهالي حينها الى فريقين، الفريق الأول يرى ان الحل يكون في انجاح جميع طلبة مدارس الكويت صغيرهم وكبيرهم ذكرانهم وإناثهم من كان في الصف الأول ومن كان في المؤخرة من جد واجتهد لكنه خدع ومن لم يعرف عن المدرسة الا اسمها كل ذلك نكاية في ذلك المدرس النذل، ولتتحمل وزارة التربية هذا الخطأ الجسيم لوحدها ولترفع المعاناة عن كل طالب غبن وناله كدر وهمّ السقوط، واستشهد بعضهم بما تم بعد الاحتلال حين طبقت وزارة التربية نظام سنتين في سنة لتجاوز تأخير تخرج الطلبة حينها، بينما رأى فريق آخر من اعضاء المجلس ان الحل يكون في ان يستثنى بعض الطلبة ويمنحوا فرصة للنجاح لكن بشروط تفاديا من ان يتساوى الشاطر مع الكسلان والنائم مع الصاحي، وهذه الشروط هي ان تشمل الفرصة فقط الطلبة المخدوعين لا غيرهم وان يلزموا ايضا بتقديم امتحان اللغة العربية مرة أخرى واجتيازه بنجاح، وطالبوا ايضا بأن يعاقب ذلك المدرس ويحاسب المسؤولين لضمان عدم تكرار المشكلة في المستقبل، لكن الغريب والمضحك في نفس الوقت ان كثير من الناس اختلط عليه الأمر في اي الفريقين على حق؟ وايهما اقرب للصواب؟ ومَن مِن الفريقين اكثر وطنية؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله، بالضبط مثل ما صار في قضية اسقاط القروض.
الحمد لله ثم الحمد لله انه لا يزال في الكويت عقلاء وحكماء فلو اسقطت القروض عشوائية على الجميع على المحتاج وعلى البطران (الغني)، على المقترض للمليون وعلى المقترض للألف، على المدين بسبب القرض الاسكاني للسبعين ألفا وعلى من هو في سلم انتظار البيت الحكومي ولم يستدن بعد لحلمه وصبره، على كل من هب ودب لوقع حينها الظلم الكبير الذي لا يختلف على حقيقته عاقلان، فقد كنت من الناس القلقين من امكانية اقرار ذلك المشروع الاهوج مشروع اسقاط القروض، ذلك المشروع الغبي العاطفي الظالم الجائر الذي يعتمد على الصراخ والعويل والنحيب والتمسكن.
والله عيب:
الإخوة الأعضاء في لجنة دراسة الظواهر السلبية يعقدون اجتماعا مع بعض المختصين من اطباء ونفسانيين لدراسة بعض الحالات المرضية من المتحولين جنسيا وسبل علاجهم وامكانية بناء مصحات خاصة لهم، ويقومون باستقبال بعض من هؤلاء المرضى لمعاينة شكواهم وملامسة همومهم من قريب حيث تنظر اللجنة اليهم بعين العطف والحنية وانهم ابناء الوطن وابناء الكويت، بينما يحرص البعض للأسف على التقاط صورهم وفضحهم على صفحات الجرائد وكأنهم لقطاء منبوذون او مخلوقات فضائية غريبة، وما زاد الطين بلة ان بلغ ببعضهم الاستهزاء بجهود اللجنة في هذا العمل الانساني الكريم، صراحة مشكلة انك تداوي الجراح وتخفف الآلام ويأتي بعدك من ينبش تلك الجراح ويدميها من جديد دون أي مسؤولية.