مع حلول موعد أي مناسبة أو عطلة طويلة وآخرها عطلة عيد الفطر السعيد، أعاده الله على الجميع باليمن والخير والبركات، يبرز إلى الواجهة أمر له أهمية كبيرة وهو تلك الملايين الضائعة والفرص المهدرة في الدولة جراء السياحة الخارجية، والملايين التي ينفقها جيوش السائحين من المواطنين، وهي فرصة ذهبية مستدامة تهدر مع كل إجازة أو عطلة في البلاد، ونقول هنا إنه ليس هناك ما يمنع من تركيز الدولة على السياحة الداخلية من خلال إقامة مشاريع سياحية.
قد لا تكون البلاد سياحية من وجهة نظر البعض! ولكن نقول إن هناك مجموعة من الشروط إذا ما توافرت فإنه يمكن إيجاد سياحة من نوع ما.
ولن نخوص بالسياحة الشتوية في البلاد فهي مشروع غائب تماما على الساحة الداخلية، إذا ما أخذنا بالاعتبار أن فصل الشتاء في البلاد، هو فصل خيالي بكل معنى الكلمة، فهو ليس حارا وليس باردا جدا شأنه شأن الدول القريبة منا مثل دول أوروبا والشام وغيرها. وهنا فرصة ضائعة بكل تأكيد.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى نقول إن الدولة اليوم مطالبة أكثر من أي وقت مضى بأن تولي اهتماما جادا وفعالا بإقامة مشاريع سياحية ولتكن مغطاة كما هو الحال في دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تحدت الطبيعة من خلالها وأقامت الكثير من المشاريع السياحية والتي أصبحت مقصدا بامتياز للسياحة في أوقات العام.
وبالتالي فإن هذا المشروع هو حاجة قصوى للبلاد وفي حال تم العمل به فعليا، فإنه ولا شك سوف يغير خارطة المشهد السياحي في الكويت، وفي تقديرنا بأن هذا الأمر سوف يوفر موردا مهما للدولة بإذن الله.
ومن ناحية أخرى أيضا نقول إن المشوار طويل ومعقد ويحتاج عزيمة وإرادة وقرارا جريئا من الدولة، يستلزم معه بناء سياحة داخلية ولتكن السياحة الشتوية أول خطوة وبداية جيدة على طريق بناء مشروع مهم يخدم البلاد ويستقطب سياحا من دول مجاورة وأشقائنا من دول الخليج أيضا، هذا بالإضافة لذلك فإنه لاستكمال هذا المشروع فهذا يتطلب تكاتف الجهود لجميع مؤسسات ومنشآت الدولة ووزاراتها في تسهيل حركة الدخول والخروج لكل من يرغب في قضاء أيام سياحية في البلاد. يتم من خلالها ضمان عدم الإخلال بأي تغيير بالمشهد السكاني والتركيبة وخلافه.
كما أننا نتمنى مشاهدة مشاريع سياحية في بلدنا الحبيب بدلا من أن تذهب خيرات ومقدرات المواطنين إلى خارجها وحرمان الدولة من الاستفادة من مورد مهم جدا بسبب سياسات ضيقة. والله الموفق.
[email protected]