بقلم: فالح بن حجري
في بداية حياتي كنت كغيري من الشباب أحاول أن أشق طريقا لي في هذه الحياة واليوم وبعد أن أصبحت اتناصف العقد الرابع من عمري، صرت أحاول جاهدا ألا «أشق هدومي».
عضو مجلس أمة يبني رأيه حول قضية الاختلاط بسؤال شيخ يقول له ان الاختلاط جائز لا بأس به إلا إن كان والعياذ بالله في الديسكوات، يا صلاة النبي أحسن نائب الأمة والذي هو حسب الوصف التمثيلي «مشرعنا» الذي نطالع الدستور ثم نطالعه يحتاج إلى فتوى تعلمه بان الاختلاط في الديسكوات حرام.
وكأنه إذا أراد ملاك الديسكوات تحليل معاشهم فكل ما عليهم هو الفصل بين الراقصين والراقصات فوق «البستات» لتصبح أمورهم الشرعية بعد هذا الفصل المبارك سهود ومهود و«كلشى ما بيها».
تصوروا ان تعمم هذه الفتوى على أمورنا الأخرى وتصبح لنا مذهبا نبرر به مواقفنا من القضايا فنقول مثلا ان السرعة الزائدة جائزة إلا إن كانت في الشوارع أو أن الغش في الامتحانات جائز إلا إن كان في المدارس أو في الجامعات أو أن غلاء المهور جائز إلا إن كان في الزواج أو أن غلاء الأسعار جائز إلا إذا كان في الأسواق أو أن شراء الأصوات جائز إلا إن كان في الانتخابات أو...أو...أو.
في بداية اهتمامي بالسياسة كنت أحاول المحافظة على المكتسبات الدستورية أم الآن فكل ما أحاوله جاهدا هو المحافظة على البرج الوحيد الصامد في دماغي.
bin7egri@