يقال: «هناك خير في كل شر، لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى»، كلمات مطمئنة، تخبرنا وان كنا في بؤرة حزننا وشتاتنا، فلابد أن هناك علامات ممهدة ملهمة تتخللها، وتتخلل عتمة بؤرتنا، وتتمفصل لدى ارواحنا حولها، وان كانت مختبئة.
علامات تمهد الطريق لنا، وكأنها تريد ان تتحدى، تخالجنا وتختبرنا، لتعرف مدى صلابة إرادتنا، وان غلب الطابع السلبي عليها.
بؤرة، حباها الله سبحانه وتعالى لمعظمنا، لتعطي اضافات مميزة، عظيمة، تضفي الوضاءة والبهاء لحياتنا، فتمنحنا بعدها شعورا جميلا، قد لم نحظ به من قبل ولم نعهده.
شعور يحفزنا على ان نبذل قصارى جهدنا ودون توقف نستمر، لنتدارك الكثير من أخطائنا ونعالج معظم مشكلاتنا، مصطحبين ذلك المردود الإيجابي معها، لذلك نرى أحيانا ونحن في عز أزماتنا، تلك الاختلافات الحتمية في إعداداتنا، وقد تكون اختلافات نعم! لكنها اختلافات مرتبطة بمحفزات رائعة، أفسدناها في يوم من الأيام بفشل تعاملنا، رغم انها تتسامى في نزعاتنا الذاتية وقلقنا وانزعاجنا، كونها تخفي في ثناياها كل ما هو مشرق وجميل، يداعب خيوط الشمس، ويناغي خصلات الأمل، ليشجعنا على ان نكون أكثر تفاؤلا ووعيا، واكثر حكمة.
كما سيلاحظ كل منا، ان في ظل كل ما تحتويه تلك المحفزات، بأنه سيستقر عقلنا الباطني، وستهدأ روحنا، وسنتمكن من التعامل مع جميع مجريات امور حياتنا، تعاملاتنا، الأشخاص المحيطين بنا، بيئتنا وزملائنا.
وكما سنستيقظ ايضا، لنضع حدا فاصلا لكل متاهاتنا، وان شعرنا في البداية بأنها ثقيلة خطواتنا، بطيئة تحركاتنا، لكن يجب ان نكون على ثقة تامة، بأننا شيئا فشيئا سنتأقلم معها رغم ثقلها وصعوبتها علينا، وفي المقابل ستساعدنا هي وستساندنا، وان تنافرت بجميع الأشكال رغباتنا.
وعادة لن يأتي ذلك الاستيقاظ بتلك السرعة المتوقعة، لذلك اسع وثابر وتريث، واعط لنفسك بعض الوقت دون ان تستعجل، لتلتفت بروية لجميع المواقف التي حدثت معك، لتضع يدك على مواقع الخلل، وتحدد مصدر كبواتك وهفواتك، والتي كانت سببا رئيسيا في شوشرتك وكثرة لخبطاتك.
وتيقن بأنك لولاها لما تعلمت وتغيرت، ولما كنت الاقوى والافضل، ولما أصبحت أعمق مما تتخيل.
فقط لا تضعف واصمد امام عاتية رياحك، لا تستهين بها، ولا تتجاهل منبع أساسياتها.
فذلك بمنزلة إلهام يأتيك، ليستجيب له عقلك، ليعزز رغبتك وثقتك، لتكون شخصا عقلانيا بتصرفاتك، وكي تبتعد وتتخلص من كثرة همومك وحدة انفعالاتك.