«الله - الوطن - الأمير» كلمات ثلاث لكنها اختصار لما تأسس عليه الشعب الكويتي الأصيل.
كلمات ثلاث احتضنها الشعب الكويتي وسار على نهجها جيلا بعد جيل.
فيروس «كورونا»، ذلك الوباء الذي حلّ وعمّ العالم كله ولم يستثن بلدا من بلاد العالم، ولم تسلم الكويت منه، وذلك قدر الله نرضى به، ونحمده سبحانه وتعالى عليه.
ولكن الكويت كعادتها دائما كانت سباقة في إجراءاتها، فبذلت ـ ولا زالت ـ جهودا جبارة لمواجهة هذا الوباء القاتل، فكانت قيادةً وحكومةً وشعباً ومقيمين في مواجهة هذه النائبة.
وعلى الرغم من آثار تلك الكارثة التي حلت على العالم كله، وتداعياتها السلبية، والأرواح التي تحصدها، إلا أن من داخل المحن تُولد المنح، فقد تجلّت جوانب مشرقة في حياتنا الوطنية، وكشفت كذلك جوانب من القصور التي تراكمت لدينا عبر فترات ليست بالقصيرة.
ومن الجوانب المضيئة التي كشفتها أزمة وباء كورونا:
٭ لحمةٌ وتكاتف وطني جميل ومطلوب.
٭ التفاف شعبي حول قيادة الكويت، وحكومة كان لديها الكثير من البصيرة والرؤية والقرارات النافعة للوطن وأهله.
٭ إمكانات مادية هائلة وفرها أبناء هذا الوطن لأجل المساعدة في مواجهة تلك المحنة.
٭ علاقات دولية رائعة مكنت البلاد من استيراد وتخزين ما تريد وتنمية المخزون الغذائي والدوائي الإستراتيجي المطمئن في مواجهة هذا الفيروس.
٭ آلاف من المتطوعين والمتطوعات من الشباب والشابات، والرجال والنساء، من أبناء هذا البلد الطيب لسد النقص في كثير من المجالات التي تأثرت بتلك الأزمة.
٭ قرارات وإنجازات من وزارة الداخلية لتيسير أمور الناس من مواطنين ومقيمين، ورأفة ورحمة في استقبال المخالفين وتحمّل غراماتهم وإسكانهم وتذاكر سفرهم ليسافروا إلى بلادهم في أمان.
٭ دعم محسوس من الإخوة والأخوات المقيمين من الذين يشاركوننا العيش في هذا البلد المضياف، الذي لم يمنعه تحدي كورونا من مواصلة جوده وعطائه للقاصي والداني.
٭ غياب الأزمات المفتعلة بين مجلس الأمة والحكومة، والتي بدورها أنهكت المال العام وأشاعت التوتر في الشارع الكويتي.
ولنا وقفة هنا، فهذا الذي يقوم به أبناء الكويت في الخارج هو غيض من فيض لأجل صون كرامة الكويتيين في العديد من دول العالم المتواجدين بها، حيث قاموا بحملات كبيرة وفزعات متعددة لتوصيل المعونات والمتطلبات للمتواجدين بالخارج.. همة قوية وفزعة يديرها شباب وشابات الكويت، وهذا ديدن أهل الكويت جميعا، دائما متعاضدين، متقاربين، مترابطين في السراء والضراء.
تلك هي الكويت الحبيبة، بلد الإنسانية، قيادة وشعبا، وبلد العطاء والتكاتف، فاللهم احفظها واحفظ أهلها ومن يعيش على أرضها، وسائر بلاد المسلمين من كل سوء.
[email protected]