تراك أزعجتنا بموضوع الأوكسجين، كتبت عنه مقالة وصدعت رؤوسنا في حسابك على «تويتر» بالكلام عنه، بس خلاص يا أخي.
كنت أنوي التوقف عن الكلام عن هذا الموضوع الخطير لاعتقادي أنه مهما كانت عدالة وأهمية قضيتك فالناس لديها مخزون معين من الصبر تجاه ترديدك لها، وهي طبيعة النفس البشرية التي تمل بسرعة من الأشياء المكررة. فطبيعة عصرنا الغريب هذا أنه تقع كل يومين أحداث تصبح كعصا موسى تأكل كل الأحداث والأخبار القديمة وينجذبون لكل شيء جديد ويملون القديم.
لكنني رأيت العودة اليه بعد أن قرأت تغريدة عابرة لأحد الإخوة الأفاضل عن توقف مجلس رجال الأعمال الهنود في الكويت عن استقبال التبرعات لشراء أسطوانات أوكسجين للهند والسبب ركزوا معي على السبب الذي سيصيبكم بالرعب، السبب أنها نفدت من الشركة المصنعة.
خبر مثل هذا يستوجب الوقوف والتحقيق في أسبابه أشد التحقيق. كيف سمحت الجهات المسؤولة لهذا الأمر أن يحدث وأقصد بالجهات المسؤولة سواء «الصحة» المستفيد الأكبر والمستخدم الوحيد لأسطوانات غاز الأوكسجين أو وزارة التجارة المعنية بالرقابة على المواد الأساسية والتي تكون الحاجة ماسة وملحة اليها في وقت الوباء الحالي؟ وسبق أن أصدرت وزارة التجارة قرارا بوقف تصدير الكمامات للخارج نظرا لأهميتها للمواطن ومنتسبي المنظومة الصحية في الكويت. فلماذا لم تقم بنفس الشيء تجاه مادة أهم وأخطر من الكمامات؟ كيف يسمح لجالية بتنظيم حملة لشراء كل أسطوانات غاز الأوكسجين في البلد وتصديرها لدولتهم؟!
مع الأسف هذا الأمر يذكرني بتقرير لصحيفة غربية تشرح كيف دخلت الهند نفق «كورونا» المظلم الحالي ووصلت لدرجة وفاة 4000 شخص كل يوم وإصابة 300 ألف كل يوم،
أحد الأسباب أن الهند رغم بوادر أزمة كورونا التي كانت تطرق أبوابها صدرت في فبراير للخارج كميات كبيرة وهائلة من غاز الأوكسجين، مما نتج عنه نقص شديد عندما اشتدت الأزمة واحتاجوا اليه، وهنا الكارثة، فالأغلبية الساحقة من الذين توفوا كان بسبب عدم توافر الأوكسجين الذي لو كان متوافرا لأنقذ حياتهم وأعطاهم فرصة للنجاة، لكن اختفاء الأوكسجين جعل المرضي يخسرون المعركة من أول جولة.
الآن مطلوب عقد اجتماع عاجل بين وزير الصحة الشيخ د.باسل الصباح ووزير التجارة د.عبدالله عيسي السلمان، وجرد مخزون البلد من غاز الأوكسجين، سواء لدى الحكومة أو القطاع الخاص.
وإحكام التصرف فيه ومنع تصديره لأي سبب كان والاستعانة بالحرس الوطني ليساعد في الحفاظ على مخزون البلد من الأوكسجين وحمايته.
٭ نقطة أخيرة: غلطان غلطان غلطان، من يعتقد أن أزمة «كورونا» انتهت، وأننا خرجنا من عنق الزجاجة، مازلنا في منتصف الحرب مع هذا الفيروس الخبيث، وما مضى فقط هو معركة أو معركتان، والقادم أقسى وأشد.
ghunaimalzu3by@