زميل عمل من أفضل الناس خلقا وأدبا، ملتزم دينيا ولا يؤذي أحدا. تدرج في السلم الوظيفي حتى انتهى به المطاف مديرا لإحدى الإدارات، وبعد كم سنة شغر منصب الوكيل المساعد في قطاعه وكان من الطبيعي تداول اسمه لشغل هذا المنصب الكبير وكان الجميع يبارك له وكان سعيدا بتتويج مساره الوظيفي بهذا المنصب المرموق، فجأة ظهرت أسماء وهمية في تويتر تذكر اسمه وترفقه بتغريدات له في موضوع خلافي محلي مضى عليه 7 سنوات «شلون حصلوا التغريدات بعد 7 سنوات، أمر مذهل».
المهم فجأة طلع «هاشتاق» باسمه وكل شخص يشارك يزيد حبتين من عنده حتى تكوّن رأي عام قوي جدا ضده حتى من الناس الذين لا يعرفونه، حاول بعض أصدقائه المشاركة والدفاع عنه دون جدوى فالتيار جارف ونهر التغريدات المسيئة لا حدود له.
تم تجاوزه وإعطاء المنصب لغيره، تقاعد بعدها بشهر ولم تدر السنة حتى سمعنا بخبر وفاته. الأعمار بيد الله وهذا أجله لكن كان في قمة الحزن حين حصل له هذا الأمر وتم حرمانه من أمر كان يستحقه وينتظره معظم حياته بسبب تغريدات تحمس فيها قليلا ووقعت في أيدي ناس (فاضية) زادوها وأكثروا البهارات فيه حتى تسبب في تجاوزه وحرمانه من هذا المنصب المرموق.
في الكويت وفي نفس ليلة اليوم الذي يصدر فيه مرسوم تشكيل الحكومة يبدأ المغردون سواء أصحاب أسماء مستعارة أو حقيقية بنبش وفتح ملفات الوزراء خاصة الجدد منهم ونشر تغريدات قديمة لهم بعضها عمرها 12 سنة ولحد الآن أنا محتار كيف (يصيدون) تغريدة شخص قبل 12 سنة. هل هناك تطبيق أو برنامج يعمل ذلك أو أنهم يدخلون حساباتهم ويفحصونها تغريدة تغريدة وهو أمر شاق جدا فالتغريدات تصل أحيانا إلى 20 ألف تغريدة.
يطيرون بتلك التغريدات وينشرونها غربا وشرقا ويصورونها ويرسلونها لقروبات الواتسابات ويعملون لها هاشتاقات.
وهناك سابقة لوزراء انسحبوا من التشكيل الوزاري حتى بعد القسم بسبب هذا الأمر.
الموضوع ليس سهلا فالذي يحصل هو تكون رأي عام هائل وضاغط يجعل من استمرار الوزير في منصبه غير مريح وغير خال من الشوائب، خاصة أنه سيواجه 50 نائبا، في أي خلاف معه أو حتى طلب لهم لم يستجب لهم فيه سيسحبون تلك التغريدات ويهاجمونه بسببها، بل قد يكون ذلك المحور الوحيد في استجواب صاعق يقدم له.
والكارثة أن مسح التغريدات وحتى إغلاق الحساب لا يفيد، فالسيد غوغل من باب فعل الخير يحتفظ بها في نسخ مخفية.
٭ نقطة أخيرة: العبرة من هذا الموضوع هي موجهة للشباب خاصة الذين لديهم طموح في العمل السياسي أو العمل العام أو منصب مرموق في الدولة أن يكونوا حذرين في حساباتهم في التواصل الاجتماعي فنحن في زمن التصيد والمتصيدين وزمن الناس الفاضية، ومن أجل أن يؤذي أحدهم الآخر مستعد لقراءة 20 ألف تغريدة في يوم واحد.
ghunaimalzu3by@