في زمن مرسي كانت حماس تمارس دور الشرطي ضد كوادرها وباقي الحركات الجهادية في القطاع لمنعها من التحرش بإسرائيل أو إطلاق صواريخ عليها، فقط لأن صناديق الانتخابات المصرية وقتها أفرزت رئيسا من حزب حماس نفسه، فكان الوضع في القطاع هادئا نسبيا.
في تركيا وبعد أن تأكدت قبضة أردوغان وحزبه على مقاليد السلطة هناك وبعد اكتساحه لصناديق الأصوات هناك وتفرده بالسلطة نسبيا زادت حدة لهجته تجاه سلوك إسرائيل في القطاع، واحتضن بعض قادة حماس عنده والذين نسوا أنفسهم وبدأوا بإطلاق بعض التصريحات المتهورة كاعتراف أحد قادتها هناك وهو العاروري بمسؤولية كتائب القسام عن اختطاف وقتل الشبان الإسرائيليين الثلاثة وهو الذي أتى كهدية من السماء لإسرائيل لتمارس المزيد من القتل وسفك الدماء البريئة في غزة وهي هدية تلقفتها وسائل الإعلام الصهيونية والمتعاطفة معها وروجتها في جميع أنحاء المعمورة لتغطي على صور ومناظر جثث وأشلاء أطفال غزة المتناثرة تحت ركام منازلهم المدمرة.. لو ان صناديق الانتخابات التركية أوصلت رئيسا غير أردوغان فهل كان هذا القائد الحمساوي ليتجرأ على هذا التصريح الغبي الذي دفع ثمنه أهل غزة؟ أشك في ذلك.
في إيران النظام هناك كان يدفع من قوت الشعب الإيراني 23 مليون دولار شهريا لحركة حماس ما سمح لها بالاستيلاء على قطاع غزة بالكامل وفصله عن باقي الأراضي الفلسطينية وأعطاها المجال للتحكم بمصير سكان ذلك القطاع أمنيا وماليا وإعلاميا.. لم يكن لها منافس حتى حركة فتح العريقة لم تستطع مجاراة الإنفاق والصرف هناك فخرجت مهزومة من القطاع وتركته لقمة سائغة لحركة حماس.
هكذا نرى أن أحوال ومصير أهل غزة تحددت وتشكلت بشكل كبير من نوعية مخرجات صناديق الانتخابات في تلك الدول الثلاث، إذن أليس من العدل أن يسمح لأهل غزة بالتصويت في تلك الصناديق التي أفرزت ناسا يؤثرون في حياتهم بشكل كبير وخطير؟!
www.leeesh.com