هذا الكلام التالي هو حرفيا ما أرسله احد الأطباء لأحد أصدقائه في «تويتر» في الخاص «بسبب عدم القدرة على دفع الرسوم من بعض الوافدين المتعففين الذين يتجنبون اللجوء للمستشفى حتى يتفاقم المرض وفي بعض الحالات يكون المرض عبارة عن التهابات صدرية شديدة أو التهابات سحايا وهي بالعادة معدية وتأخر العلاج مع مخالطة المريض لأصحابه في السكن أو العمل قد يؤدي لانتشار العدوى بينهم».
انتهى كلام الطبيب كانت عنده حالة لمريض رفض دفع الرسوم بسبب التهاب الصدر.
ما سبق مجرد فقط عينة صغيرة لما يراه ويصادفه أصحاب الميدان والناس الموجودون على خط المواجهة المباشرة مع مئات الآلاف من المرضى الذين يتوافدون كل يوم عليهم سواء في عيادات الطوارئ او العيادات الخارجية.
وهي تحكي عن وضع جديد مؤلم في القطاع الصحي الكويتي بعد رفع الرسوم وهي لحالات ليست قليلة تأتي لعيادات الطوارئ ويتم تشخيص حالتها كخطيرة او حرجة وتحتاج دخول اجنحة المستشفى لمزيد من الفحص والعلاج لكنها ترفض وتخرج من المستشفى حاملة معها آلامها وأوجاعها وأمراضها التي تكون في كثير من الأحيان معدية.
طيب ما هو السبب؟ ولماذا وصلنا لهذه المرحلة التي يرفض فيها المريض العلاج ويغادر المستشفى مخالفا توصيات الطبيب المعالج متجاهلا تداعيات تصرفه هذا الذي اول أخطاره هو نقله لمرضه المعدي هذا لكل من يخالطه وانتهاء بوفاته، وهو أمر محزن فالعلاج حق أساسي من حقوق الإنسان ولا يجب حرمانه منه بسبب وضعه المادي الضعيف.
اول إجابة تتبادر للذهن على سؤالي السابق هي رفع الرسوم وأنا باعتقادي الشخصي هي إجابة غير كاملة بل يجب أن تكون كالتالي «رفع الرسوم دون السماح بإيجاد بدائل رخيصة للوافد ضعيف الحال» نحن نتكلم عن إنسان بالكاد يجد قوت يومه فهو يوفر كل فلس يحصل عليه لإرساله لأناس كثيرين في بلده هو يعيلهم وتغرب من اجلهم.
نعم رفع الرسوم الصحية قرار سيادي من حق أي دولة تحاول الحفاظ على مستوى خدماتها الصحية من طوفان مئات الآلاف من الوافدين الذين تواجدوا على ارضها، لكن هي أيضا مسؤولة عن إتاحة المجال للعلاج للجميع. بما انك وافقت على دخول هذا الإنسان إلى أرضك فهو أمانة لديك حتى يعود لبلده من حقه عليك ان يكون آمنا في نفسه وماله و«صحته».
برأيي الشخصي يجب على وزارتي الصحة والتجارة الاجتماع والإتيان بآلية تسمح لكل مستثمر او تاجر او صاحب عمارة سكنية فيها ٣٠ شقة او اكثر بفتح عيادات طبية (شعبية). فقط وتكون مجهزة بمختبر وغرفة أشعة أساسية ولتكن الرسوم فيها اقل من تلك المفروضة في مؤسسات وزارة الصحة.
وهذه العيادات إن تم السماح بها فهي ذات ربحية عالية على الرغم من خفض رسومها نظرا للإقبال الشديد عليها، ولكن ان تتصوروا نجاحها في الكويت خاصة مع وجود 3 ملايين ونصف المليون وافد.
مصطلح العيادة الشعبية ليس اختراعا من نسج خيالي بل هو نظام معمول به في أميركا ومصر والكثير من الدول الأوروبية والآسيوية والمقصود منه هو توفير خيار رخيص للكثير من أفراد الشعب الذين لا تسمح إمكانياتهم بالذهاب الى قطاع الصحة الرئيسي في البلد.
نقطة أخيرة: وزارة الصحة مع الأسف تسرعت في زيادة الرسوم الصحية قبل تقديم بدائل رخيصة للوافد محدود الدخل.. قمنا نسمع عن وفيات.
ghunaimalzu3by@