فيلم السيف القاهر في نهاية السبعينيات في سينما غرناطة التي تقع في منطقة خيطان سمعت الكثير من أصدقائك شاهدوه وأصبحوا يتفاخرون به في الفريج، فأصبح لزاماً عليك أن تشاهده حتى لا تشعر بالنقص بينهم لكنك تسكن الرابية والمسافة بعيدة لتمشي إليه. لم يكن لديك سبيل سوى باص المواصلات الأزرق واسمه بالكلمات الإنجليزية مطبوع على جانبه kptc. لا أتذكر كم كانت التكلفة بس لا أتوقع أكثر من ١٠٠ فلس.
هذه الـ١٠٠ فلس وهذا الباص الأزرق الجميل وفرا السبيل لك لتجربة جميلة ورائعة لن تنساها في حياتك. أول مرة تدخل السينما.
وكذلك كنا نجتمع شلة الأصدقاء والجيران بعد الغداء يوم الخميس لنذهب لحديقة الحيوان في العمرية والوسيلة أيضا كانت ذلك الباص الأزرق الجميل kptc.
هذا غير مشوار المدرسة صباحاً بعد أن نشتري الفطور من مطعم الجمعية ثم نركب معه مجاناً (لم يكن السائق يطلب منا فلوساً بل كان كل طموحه السلامة منا كي لا نقذفه بحجر كعادة المراهقين في ذلك الوقت).
أيام جميلة وذكريات حلوة في ذاكرتنا لذلك الأزرق الجميل kptc الذي فجأة اختفى من شوارع الكويت ولَم نعد نرى باصاته في كل مكان ما الذي حدث له؟ حتى محطته الرئيسيّة في المرقاب التي كانت كخلية نحل عملاقة مليئة بعشرات الباصات التي تأخذك إلى كل أرجاء الكويت من الجهراء إلى الأحمدي تحولت إلى أرض جرداء خالية.
حاولت إيجاد الإجابة في «تويتر» فتكررت كلمة الخصخصة عدة مرّات وهو أمر لم أتأكد من صحته.
ولكن إذا صحت هذه المعلومة فهو أمر مستغرب فالأزرق الجميل الـkptc هو ناقل وطني بالإضافة إلى رمزيته وارتباطه بوجدان وذكريات الشعب الكويتي فإنه كان شركة ناجحة لديها عشرات العقود المليونية مع معظم وزارات الدولة كانت تدر على خزينتها عشرات الملايين غير دخل الدعايات والإعلانات المطبوعة على جوانبه.
هل يعلم أحد ما الذي حصل؟ والغريب هو صمت نواب المجلس عن هذا الموضوع الذي يتعلق بمنشأة كويتية أصيلة عمرها أكثر من 50 سنة.
نقطة أخيرة: أتمنى أن يصدر بيان من الهيئة العامة للاستثمار توضح ما الذي يحدث حالياً لشركة النقل العام.
@ghunaimalzu3