قرار ديوان الخدمة المدنية بتحديد دوام الموظفين من الثامنة حتى الثانية والنصف هو دمار للأسرة الكويتية، شلون ترجع الأم العاملة لبيتها الساعة 3 وربع أو 3.30 بسبب زحمة الشوارع. خطأ وخطيئة تغييب الأم الكويتية العاملة عن بيتها وأطفالها إلى هذا الوقت المتأخر.
كذلك هي جريمة لا تغتفر حين لا يرى الأب أبناءه إلا بعد الثالثة والنصف (هذا إذا بقيت لديه طاقة ليشاهدهم بعد هذا الدوام الطويل). بسبب هذا القرار تحولت البيوت الكويتية لبيوت مهجورة وخالية من الأب والأم فقط أطفال وخادمات ومربيات وهو أمر محزن وكذلك غير مبرر.
فنحن في الكويت لسنا بلد مصانع وتصنيع بمعنى أن زيادة الدوام لفترة ما بعد العصر، لن تنتج لنا المزيد من السيارات والمنتجات وأغلب العاملين في الحكومة أعمالهم إدارية. وحتى الفنية منها هناك تقسيم شفتات لها صباحي ومسائي.
الجيل الحالي مشتت بين الأجهزة الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي التي غزت بيوتنا وأدخلت فيها الكثير من العادات الغريبة والسيئة ويحتاج الى تواجد والديه ليكونا حائط صد ضد تلك الهجمات الإلكترونية الكثيفة التي تستهدف عقول هؤلاء الأطفال والمراهقين، ونظام الدوام الجديد يفرغ البيوت من الوالدين الناصحين الحاميين لأطفالهما من ذلك الفضاء الإلكتروني البشع.
لذلك أستغرب صمت علماء التربية والاجتماع في الكويت عن تداعيات هذا القرار السيئ على الأسرة الكويتية، يجب أن تكون هناك مساهمات بحثية تقدم في هذا الموضوع لتلفت نظر الجهات المعنية لخطورة هذا القرار على كيان الأسرة الكويتية.
وكنت سأناشد في هذه المقالة نواب مجلس الأمة للتصدي لهذا القرار لكنني وكالكثير من أبناء الشعب الكويتي (غسلنا أيدينا) ويئسنا من أي تحرك نيابي لمناقشة ديوان الخدمة في الكثير من قراراته التي حولت حياة الموظف الكويتي من ضيق إلى ضيق بداية بقرار البصمة وانتهاء بهذا القرار المجحف.
نقطة أخيرة: مناشدة لعناية معالي وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ورئيس ديوان الخدمة المدنية السيد الفاضل أنس الصالح للنظر بعين الرحمة تجاه الأسرة الكويتية وحفاظا على كيانها.
يرضيك يا معالي الوزير يبقى الأطفال في البيت وحدهم دون والديهم لأكثر من ساعتين مع أناس غرباء هم الخدم، والله وحده يعلم كيف يعاملونهم خاصة الضعاف الصغار منهم.
@ghunaimalzu3by