يقيس العشاق حبهم لمحبيهم بأشياء كثيرة فيقولون أحبك عدد نجوم السماء، وأيضا أحبك عدد ما غرد الطير، لكن للعشاق مقياسا جديدا يستطيعون وصف حجم عشقهم، وهو عدد الحفر بشوارع الكويت لأنها لا تعد ولا تحصى بل إنها تزيد مع كل قطرة ماء تنزل من السماء.
لهذا السبب استغربت وصدمت عند سماعي لحديث النائب السابق صالح الملا في لقائه مع الإعلامي أحمد الفضلي حين قال ان وزيرة الأشغال د.جنان بوشهري كلفت طاقم وزارتها المعني بصيانة الشوارع بتقديم تقرير لها يبين كم عدد الحفر في شوارع الكويت. أنا شخصيا، كنت أعتقد أن التصريح ملفق لكن عندما ذكره الملا بكل ثقة وعلانية تأكدت أنه صحيح.
نعلم أن الوزيرة لديها حقيبة ثانية خطيرة ومهمة تستهلك أغلب وقتها وجهدها واهتمامها وهي حقيبة الإسكان، وهناك الكثير من الأخبار الطيبة تتوارد من تلك الوزارة منذ تسلمتها الوزيرة جنان بوشهري. لكن يا معالي الوزيرة وزارة الأشغال (التركة فيها ثقيلة) وتستحق اهتمامك أكثر وأكثر، فهي المعنية بالطرق التي يستخدمها الشعب يوميا، فنرجو من معاليك توجيه تعليماتك الكريمة للمبادرة الفورية بحل مشكلة صيانة الطرق والشوارع فورا وقد وجهت لمعاليك اقتراحا عن طريق حسابك في تويتر وأعيده هنا في هذه المقالة:
معالي الوزيرة هناك 6 إدارات لصيانة الطرق في محافظات الست يديرها زملاء لك، مهندسون محنكون ذوو خبرة وصلوا لمناصبهم هذه بعد خبرة ومراس طويلين ويعاونهم جيش من المهندسين ومساعدي المهندسين وفنيين وعمالة أخرى ماهرة. ضعي كل ثقلك وثقتك خلف تلك الإدارات وأعطيهم الدعم الكافي من آليات ومواد ليقوموا بنفس العمل الذي تقوم به تلك الشركات بل وأفضل.
أكثر ما خرب شوارع الكويت هي تلك الشركات التي ما إن تفوز بالعقد حتى تبيعه لشركة ثانية والتي بدورها تقسم العقد لعدة أجزاء وتبيعه (قطاعي) حتى وصلنا لدرجة أننا نرى عاملا بسيطا معه شبل يقوم بصيانة شارع واحد وحده، وعندما تسأله يرد عليك (أنا ماليش دعوة) أنا عامل باليومية. تخيلي معالي الوزيرة كيف تحول العقد المليوني إلى عمل باليومية.
٭ نقطة أخيرة: من أزهى عصور وزارة الأشغال في الكويت هي في السبعينيات حين كانت تقوم بكل أعمالها بنفسها وآلياتها وعمالتها الماهرة سواء المواطنون أو الوافدون.. ارجعي بنا إلى ذلك العصر يا معالي الوزيرة.
ghunaimalzu3by@