انقرضت تقريبا عادة (العانية) وهي هدية الزواج النقدية للمعرس وحلّت مكانها (عانية) أسوأ منها وهي هدايا النساء للنساء في كل المناسبات. على الأقل عانية الرجل كانت فقط بمناسبة الزواج أما هدايا الحريم فهي لا أول لها ولا آخر، هدية بمناسبة الزواج والولادة والخروج من المستشفي والعودة من السفر وتخرّج الأبناء وغيرها من مناسبات ما أنزل الله بها من سلطان.
وللعلم هي عادة مستحدثة لا أتذكر وجودها في السبعينيات أو حتى منتصف الثمانينيات لكنها انفجرت في بداية أو منتصف التسعينيات وتتكون الهدايا غالبا من نقدية إلى حلوى مبالغ في سعرها جدا ترمى أغلبها في الزبالة، أعزكم الله نظرا لكثرتها وضيق أهل الحفل بها.
وما زلت أتذكر أحد محلات الحلويات في منطقتنا أتردد عليه بعض الأحيان لطلب الكنافة ويتصادف وجودي مع تواجد سيدة أو سيدات لشراء حلوى كهدية لامرأة أخرى بمناسبة إحدى المناسبات الـ 26 التي تتهادى فيها النساء في الكويت. صدمت من مشترياتهن سلة حلوى بـ 36 دينارا عبارة عن وعاء حديدي على شكل مزهرية وفيه أقل من 20 قطعة حلوى المصيبة العلبة الحديدية هذي (مارة) علي وقد رأيتها في مكان لكن لم تساعدني الذاكرة أين؟
لكن بعد أن ركبت سيارتي تذكرت شاهدتها في السوق الإيراني المقابل لسوق الجمعة الحبة الواحدة تباع على دينارين أو ثلاثة، تصوروا علبة حديدية صحيح شكلها حلو لكنها لا تساوي دينارين تمت تعبئتها بـ 20 قطعة حلوى غالبا تم شراؤها بنظام (الخيشة) من الصيداوي أو محلات الحلوى الكبرى ويتم بيعها بـ 36 دينارا. عمركم شفتوا استغلالا أو استغفالا أكبر من هذا؟!
فقط من أجل تؤكل منها حبتان أو ثلاث ولقطة من أجل السناب أو حالة الواتساب ثم ترمى هي وعلبتها الحديدية (أم دينارين) في الزبالة، أعزكم الله.
الأمر هذا تجاوز حدّه وأصبح عبئا وحملا ثقيلا على ميزانية الأسرة الكويتية (اللي مو ناقصة) بحكم خروج المرأة للعمل وزميلاتها في العمل وكذلك الأسر امتدت وأصبحت كبيرة عكس الأسر الصغيرة والملمومة في السابق غير الجيران والأصدقاء.
فقط يكفي أن تكون للسيدة مناسبتان أو ثلاث في الشهر ليطير ثلث الراتب وهو أمر في رأيي مخز ويجب أن يوضع له حد، فالحياة أصبحت أكثر غلاء من السابق والتضخم قام يلتهم الراتب الذي لم يتغير أو يزيد منذ سنوات. الأسرة الكويتية أولى بتلك النقود لتعينها على حاجاتها الماسة، وحدها الجمعية تدخلها لتخرج منها بفاتورة 44 دينارا وأنت تسأل نفسك: (على شنو؟) فقط أخذت بضعة أشياء قليلة.
المهم الهدف من هذه المقالة هو تحدي المرأة الكويتية لنبذ ثقافة (الهدايا بكل زمان ومكان) واستبدالها بثقافة بطاقة جميلة فيها دعوة حلوة بالتوفيق والصحة والسلامة وأجمل الأمنيات وإن كان لابد ربطة ورود صغيرة وجميلة (وليست مكلفة) ترفق مع تلك البطاقة ليتجمل بها مكان المحتفى بها ويمتلأ بالورود الصغيرة والجميلة بدلا من علبة الحلوى (أم دينارين).
أولا: يجب أن تبادر في هذا الأمر الشقيقات بينهن ثم يمتد للصديقات وزميلات العمل حتى تنتشر في دائرتك الاجتماعية كلها ثقافة (فكني وأفكك) بمعنى لن أهديك فلا تهديني.
٭ نقطة أخيرة: التحدي الأكبر هو بإضافة عبارة جميلة في نهاية بطاقة الدعوة أو الحالة في الواتساب (نعتذر عن قبول الهدايا حضوركم تشريف لنا).
ghunaimalzu3by@