معلومة صادمة قرأتها قبل عدة أيام بأن مبيعات مطاعم في أحد المجمعات العملاقة في الكويت تبلغ سنويا ٨٠٠ مليون دينار.
يا للهول (على قولة) المرحوم يوسف وهبي. الله يرزقهم ويزيدهم أكثر وأكثر، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: إذا كانت هذه الأرقام فقط محصول مجمع واحد فماذا عن باقي الكويت؟ بالتأكيد الرقم سيتضاعف 10 مرات ومرة أخرى اللهم لا حسد والله يزيدهم.
عندما ترى صناعة في بلدك مزدهرة إلى هذه الدرجة لا تملك إلا أن تسأل نفسك كم وظيفة لكويتي في هذه الصناعة المليارية؟ في الدول الأخرى على أقل تقدير أي خدمة أو صناعة تجني 10 مليارات فإنها في المقابل توظف آلاف المواطنين إن لم تكن بطريقة مباشرة فهي عن طريقة غير مباشرة كخدمات أساسية أو صغيرة لهذه الصناعة محصورة فقط على المواطنين، فتضطر تلك المؤسسات التي تجني المليارات إلى توظيف المواطن أو على الأقل إسداء بعض الجوانب الخدمية الصغيرة والمتوسطة لصناعته لمؤسسات صغيرة ومتوسطة يمتلكها ويديرها المواطنون.
لست خبيرا في الاقتصاد لأخبركم كيف يتم (إدخال) المواطنين كأفراد أو مؤسساتهم الصغيرة والمتوسطة في صناعة الغذاء المليارية، لكنني متأكد لو قامت وزارة التجارة مع هيئة القوى العاملة بتشكيل لجنة مشتركة لدراسة هذا لخرجوا بنتائج وقرارات ستصب في صالح المواطن سواء كفرد أو كصاحب مؤسسة صغيرة أو متوسطة ممكن أن تركب في قطار صناعة الغذاء المليارية.
تصوروا مثلا أن تفرض وزارة التجارة على آلاف المطاعم عدم استخدام صلصة كاتشاب غير مصنوعة في الكويت، ما الذي سيحدث؟ ستنفجر عندنا صناعة جديدة يستفيد منها مئات المزارعين الكويتيين الذين يبيعون إنتاجهم من الطماط الكرتون بربع دينار.
مرة أخرى لست خبيرا اقتصاديا والمثال السابق فقط عينة، لكن لو قامت تلك اللجنة المشتركة من وزارتي التجارة وهيئة القوى بالاجتماع مع اتحاد المزارعين واتحاد الصناعيين الكويتيين وكذلك الاستفادة من تجارب الدول المجاورة في كيفية توطين صناعة الغذاء المليارية لكان أفضل. طبعا أنا إنسان واقعي ولا أدعو لتسليم جميع المطاعم لأيدٍ كويتية فالجنسيات الباقية- والحق يقال- بحكم تراكم الخبرة عندهم من أجيال متلاحقة هم الأكثر نجاحا في صناعة المطاعم والغذاء في الكويت أنا فقط أطالب باستحداث وظائف تخدم هذه الصناعة المليارية وأحصرها على الكويتيين.
نقطة أخيرة: ما ذكرته عن صناعة الغذاء المليارية ينطبق على باقي الصناعات والأنشطة التجارية في الكويت التي يسيطر عليها اخواننا الوافدون لا أطالب بسحبها منهم وإعطائها للكويتي، ففي هذا الأمر تدمير الصناعة ولهذه الخدمة فهؤلاء الناس توارثوا هذه الصنعة أو الخدمة من أجيال وراء أجيال وانتقالها للمواطن سيحتاج على الأقل إلى جيلين أو ثلاثة مع الكثير من التأهيل والتوعية. ما أطالب به توطين خدمات تلك الصناعات.. وسلامتكم.
ghunImalzu3by@