نحن في بداية انفجار وباء غامض حتى أميركا بجبروتها وثورتها العلمية المتقدمة بآلاف الأميال الضوئية عن باقي العالم أعلنت عن عدم فهمها لآلية عمل هذا الفيروس، خاصة بعد اكتشاف حالتين لم يغادرا البلد ولم يحتكا أو يتعاملا مع شخص أو أشخاص قادمين من أماكن موبوءة بفيروس «كورونا».
لذلك طلب البيت الأبيض ميزانية عاجلة بمقدار مليارين ونصف المليار لمحاولة التعامل مع هذا الفيروس وقدروا أنهم قد يحتاجون الى عدة أشهر قبل أن تتضح الصورة إلى أي اتجاه سيذهب هذا الوباء.
ونحن في الكويت جزء من هذا العالم الذي يأمل في الأفضل، لكنه بحذر وتحفظ يتوقع الأسوأ وسأتطرق في هذه المقالة للجانب التعليمي وقرار وزارة التربية باستئناف الدراسة بعد أسبوعين والمضي فيها إلى كامل رمضان وتكون الامتحانات بعد العيد مباشرة.
مشكلة وزارة التربية هي عدم الاعتراف والإقرار بأن هذا العام الدراسي محكوم عليه بقصر المدة وأن كل المعطيات على الأرض تقول إن الوزارة غير جاهزة ولا مهيأة للتعامل مع هذا الوباء الغامض.
ومسألة أنك تقرر دوام ٤٠٠ ألف طالب في صفوف مكتظة وصلت في بعض الحالات كما في مدرسة الوسطي المتوسطة في صباح الناصر لـ ٤٠ طالبة في الفصل الواحد هو أمر فيه بعض المكابرة.
هذا العام أساسا قبل أزمة «كورونا» قد تمزق وتفكك بسبب العطلات الكثيرة والغياب الجماعي للطلبة قبل وبعد تلك العطل، فمن سابع المستحيلات أن تستطيع الوزارة أن «ترقّع» ما تبقى من العام الدراسي في ظروف عادية، فما بالك بالظروف الاستثنائية التي نمر بها.
سيغيب الطلبة الذين لديهم آباء أو أقرباء مصابون وستغيب المدرسات المصابات وستتراكم الجداول والدروس على الطلبة والنتيجة فوضى عارمة وخروج العام الدراسي عن السيطرة.
نقطة أخيرة: العقل والمنطق أن نفعل كما فعلت اليابان بإنهاء العام الدراسي الحالي وأمرت بغياب 13 مليون طالب. أقترح على وزارة التربية نقل جميع طلبة الابتدائي والمتوسط بنجاح للصف التالي والتفرغ لكيفية التعامل مع مرحلة الثانوية والثانوية العامة التي هي أخطر وأهم لارتباطها بمصير ومستقبل هؤلاء الطلبة، ولو كان الأمر لي لحصرت الموضوع في طلبة الثانوية العامة لوضع حل ومخرج ملائم لا يؤثر على مستقبلهم.
باختصار، إنهاء العام الدراسي وتأخير بداية العام الدراسي المقبل إلى أكتوبر، أعطوا الحكومة ووزارة الصحة قليلا من الفرصة للتعامل واحتواء هذا الوباء الغامض والغريب.
ghunaimalzu3by@