أحبتي.. حياتنا مليئة بالأشياء التي تلهينا عما هو أهم للحياة الابدية، وإن شاء الله لنا ولأحبتي ولكم ما لا رأت عين ولا سمعت به أذن ولم يخطر على قلب بشر لنا ولكم الجنة.
سأتحدث اليوم عن فتره أسميها العزلة الشعورية مع نفسك للتطهر والتطهير من مشاغل الحياة ومشاعر النفس التي تحتوينا نفرغ القلب من الحسد والضغينة ونركن إلى صفاء الذهن ولتوضح لنا الرؤية في كثير من أمور حياتنا المتشعبة ذات ألف انقسام.. وهل تهدأ نفس مشعبة ذات ألف انقسام؟! لا وألف لا. لنبتعد عن صراع الحياه المحموم بالشهوات الحياتية المال، المنصب، حب التسلط، الزواج، الأولاد، الدراسة، المستقبل الوصول إلى غاية او اقل وتنتهي الحياة، ونحن في دوامة مع النفس التواقة للوصول إلى هدفها وربما لا تصل إلى مبتغاها. إذن هي الحياة ولكن لتكن لي ولكم عزلة تفكر وتأمل لنعرف الطريق الذي يسعدنا جميعا لنعرف أنفسنا ونحاسبها عن كل ذنب او معصية او عيب اخلاقي ونتأمل اخطاءنا او إهمال واجباتنا مع الله، ولتكن لنا يقظة في الانعزال مع النفس لتعلو الهمة والعمل لما يفيدنا دينا وآخرة.. اذا اخطأت فلا تبرئ نفسك ولا تدافع عنها ولا تحسن الظن بها فإن النفس امارة بالسوء فكبح جماحها هو الأفضل لتستقيم.
بعد العزلة والخلوة مع نفسك ومحاسبتها قرّ بالعيوب وابدأ بالإصلاح فمن منا كبشر بلا عيوب؟، واحذروا احبتي من التسويف فسوف للمستقبل ولا احد يضمن يومه ابدا وحاسب هذه النفس وستشعر بالسعادة الداخلية والراحة النفسية وصفاء افكارك العقلية وأحاسيسك الجسدية ستجدها تدب في داخلك تدفئ القلب والحس والإحساس والمشاعر من خلال هذه العزلة التي عزلتنا عن العالم وجميع العالم معزول رقم أنفه.
حاسب نفسك ونقها من الشوائب التي ما اكثرها تحتوينا من الداخل، احبتي اسعدكم الله وحفظ أنفسنا ومن نحب من هوى النفس فكل من وهب نفسه للدنيا فلن تعطيه الا قطعه من الارض ليدفن فيها بعد طول عمر لي ولكم ومن وهب نفسه لله فسيعطيه الله جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين. الله لا يحرمنا عطفه ورحمته وأمنه في انفسنا والأمن والامان في وطننا الغالي الكويت. لكم كل الحب والله يسعد الجميع.