حبيب الموسوي
تابعنا جميعا تسارع بعض المرشحين إلى حجز مقراتهم الانتخابية في شتى مناطق البلاد من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، رغم أن مرسوم الدعوة للترشيح لن يصدر إلا بعد نهاية الشهر الجاري حسب ما أعلنت بعض المصادر الحكومية.
كما أننا نتابع يوميا تسارع هؤلاء المرشحين إلى التصريح تلو التصريح وإقامة الندوات، وبروز كل ذلك على صفحات وسائل إعلامنا المحلي سواء الصحف اليومية أو حتى المواقع الإلكترونية، لا نعتب على أحد أن يقدم على كل ذلك استعدادا وتأهبا لخوض المنافسة الشريفة على الفوز بثقة الناخبين والوصول إلى الكرسي الأخضر، لكن الملاحظ أن لغة التحذير والاتهامات والشجب هي المسيطرة على تصريحات معظم هؤلاء المرشحين وبدلا من أن نرى برنامجا واضحا ومحددا بنقاط وأهداف اعتماد على حاجات المواطنين وتوافقا مع الواقع والمسموح نجد أنفسنا أمام صراع الهجوم المتبادل.
كما أننا لاحظنا أن معظم هؤلاء لا يتركون شاردة ولا واردة تخص الحكومة إلا هاجموها بشيء من الفجاجة وبعيدا عن العقل والمنطق، وكأن نيل ثقة الناخبين لن تأتي إلا من باب التهجم على أدائها وتحقير كل ما تقدمه من خدمات، دون توضيح الأسباب الحقيقية لتردي هذه الخدمات والتي يأتي في مقدمتها عدم التزامنا نحن بالنظام بل ومسارعة الكثيرين منا إلى التعدي على القوانين البسيطة سواء المرورية أو الأدبية في تعاملاتنا اليومية.
كما ذهب البعض من المرشحين الذين يدخلون ماراثون الوصول إلى المجلس للمرة الأولى إلى انتقاد السلطتين معا وإبراز إخفاقها في انتشالنا من حالة الفوضى السياسية التي عاشتها البلاد خلال الأيام الماضية.
لاشك أن هناك أخطاء وقع فيها أعضاء السلطتين، ولا شك ان انتقاد أدائهم خلال الفترة الماضية حق أصيل لكل مواطن، ولكن ما ليس من حقنا هو أن نخرج عن لغة الاحترام، ومحاولة تحقيق المصلحة الشخصية على حساب الآخرين.
في الختام علينا أن نعي مصلحة وطننا العليا وأن نعمل جميعا لهدف واحد هو الارتقاء بالكويت وتنمية مواردها وتأمين مستقبل أبنائها، فنحن جميعا إلى زوال وسيسجل التاريخ ما قدمناه لها. حفظ الله الكويت من كل مكروه.