يسعدني أن أتواصل مع كافة قراء جريدة «الأنباء» بشكل أسبوعي من خلال مقالات اجتماعية وفنية متباينة أعبر من خلالها عن أفكاري وآرائي، واظهر كذلك بها جانباً آخر من شخصيتي مغايرا عن جانب التقديم الإذاعي والتلفزيون الذي اعتدتم أن تروني به، ولان الكتابة هي شغفي الثاني بعد التقديم وهي كذلك جزء من دراستي الأكاديمية في مجال النقد والأدب يسعدني أن أبادلكم بعض ما املك من مخزون فكري وعملي استقيته من تجاربي المتواضعة في الحياة، ونظرتي الشخصية لبعض المسائل المطروحة في الساحة الاجتماعية أو الفنية أو السياسية وفي النهاية انا لا اجبر احدا على الموافقة على ما يتم طرحة فللقارئ حرية الاختيار بين الرضا على طرحي أو عدم الرضا.
مع العلم أنني مارست الكتابة في بدايتي الإعلامية بجرائد متباينة ولكن في مجال الشعر فقط الذي شهدت به بدايتي الإعلامية منذ ما يقارب التسع سنوات، وها أنا اليوم جئتكم مرة جديدة على صفحات جريدة «الأنباء» لأشارككم جزءا من أفكاري، وكلي طموح وأمل أن تحوز كتاباتي رضاكم، وبهذا الصدد أود أن أشكر جريدة «الأنباء» على احتضانها لموهبتي والإيمان بي أولا وأخيرا، ولأنني مؤمنة بأنه لا نهاية للبداية في مجال الكتابة خصوصا، انني اطمح ان أشارك كتاباتي اكبر قدر ممكن من قراء اليوم أو الغد الذين سيأتون في زمن آخر.
ولا أعلم كيف تذكرت أثناء كتابتي للمقدمة المقولة الشعبية الشهيرة التي تطلق على كل شخص يمارس أكثر من هواية أو لديه شغف بمجالات متعددة في الحياة وهي «صاحب بالين چذاب»، والتي تعتبر بوجهة نظري ضمن مجموعة من المقولات التي اندثرت جراء العولمة الفكرية والاجتماعية التي شهدتها مجتمعاتنا مؤخرا، والتي لا تصلح لكل زمان ومكان، والتي تحتاج لمقبرة جماعية لدفنها بها برفقة مقولات أخرى لم نعد بحاجة لها.
وهناك للأسف بعض العقليات المتحجرة والتي مازالت حتى اليوم تعيش في كهف الإنسان الأول والتي تعتقد أن جميع ما قاله القدماء صحيح وأنه لابد من اتباعهم والسير على خطاهم بجميع أقوالهم وأفعالهم، وهذا الكلام خطأ جملة وتفصيلا، حيث إن اتباعنا لما قاله القدماء دون تفكير واع ومتيقن يحتكرنا في زاوية كوننا مسيرين ولسنا مخيرين وهو ما يرفضه الدين والمجتمع على حد سواء، لما فيه من إهانة للعقل الذي يجب على الإنسان استخدامه بدلا من العيش بداخل عنق الزجاجة التي وضعها بنا أجدادنا جراء تجاربهم الشخصية، فالدين دعانا للتفكر في ملكوت الله وكل ما هو حولنا من مجريات، وكذلك حاجتنا النفسية والاجتماعية للتقدم تدفعنا يوميا للبحث عن طرق جديدة وسهلة في الحياة لنسلكها، بدلا من الدهاليز المعقدة التي تعودنا السير بها.
فنحن بهذه الحالة كمن قرر أن يعيش في كوخ على الرغم من أننا كلنا لدينا الإمكانية في العيش في قصور بشرط حسن استخدام أدواتنا العقلية، وتقديمنا لبعض التضحيات التي يعتبر أهمها هو التوقف عن الاقتداء بتجارب ليست تجاربنا.
أنا هنا لا أعلن الحرب على أجداد لهم كل الاحترام والتقدير ولولاهم لما وصلنا لما نحن به الآن من علم ومعرفة، ولكنها مجرد دعوة لكل من حولي للتفكير والتأمل قبل أن يقوم باتباع الغير لمجرد الاتباع، وحتى لا نكون مجرد نسخه مقلدة من غيرنا وبذلك فإننا حتما سنفقد هويتنا الحقيقية، لأن العالم في النهاية ليس بحاجة للمقلدين بل هو بحاجة للمبدعين.
وهي كذلك مجرد محاولة لبث روح الحماس في نفس كل شخص متعدد المواهب اثناه من حوله عن محاولة إظهارها واختبارها بنفسه.
instagram:@habiiiba
twitter: @habibaalabdulla