في شهر من أعظم شهور السنة، وفي يوم من أطهر أيام الأسبوع، وفي صلاة من أفضل الصلوات إطلاقا، وفي وضعية أقرب ما يكون فيها العبد قريبا من ربه، فجعنا بخبر قيام عمل إرهابي في بيت من بيوت الله في الكويت.
للوهلة الأولى ظننت أنني أنظر لمقاطع فيديو وصور من إحدى البلدان الصديقة التي تعودنا ان نسمع أخبار قيام بعض الجماعات الإرهابية بحركات تدمير وتفجير بها، أعانهم الله، ولكن الصدمة ان يحدث هذا في الكويت بلد الأمن والأمان بلد الجار قبل الدار بلد الصداقة والسلام بلد بيت القرين الذي اختلطت بها دماء الشيعي مع السني والبدوي مع الحضري للدفاع عن ارض الكويت بلد الإنسانية وقائد الإنسانية.
تساءلنا جميعا وقتها: ما الذي يريده منا ذلك العدو الحاقد؟ وما الفائدة من فعلته؟ وما النتيجة التي يطمح للوصول اليها؟ ماذا سيجنيه من ترميله امرأة ثكلى مع أبنائها كانت تنتظره ليشاطرها الافطار؟ ومن ام مازالت مفجوعة برحيل ولدها من أحضانها غدرا وظلما؟ ومن أبناء لم تتجاوز أعمارهم الأعوام يحتاجون لمن يرعاهم ويرشدهم؟ وهل هناك غير الأب يستطيع فعل ذلك؟ لا نقل إلا حسبنا الله ونعم الوكيل بمن فعلها وكان وراءها أيا كانت ملته والتي هي من الواضح أنه ليست لها علاقة بديننا الإسلامي الحنيف.
فشكرا أيها الإرهابي.. بسببك اليوم الكويت أصبحت أقوى من السابق.. بسببك اليوم لم نعد نسمع كلمة سني وشيعي بعدما أيقظنا ذلك المجرم على حقيقة ان ديننا واحد وان سجودنا لرب واحد.. بسببك اليوم صلى السني بمساجد اخواننا الشيعة الطاهرة والشيعي بمسجد السني.. بسببك اليوم فتحت مساجد الدولة لاستقبال المعزين، فبدلا من ان يصنف المسجد وفقا للمذهب أصبحت جميع المساجد هي قبلة لجميع المذاهب.. بسببك اليوم بكينا جميعا في نفس اللحظة وكأن أولئك الشهداء هم إخواننا وآباؤنا وأزواجنا..اليوم أثبتت الكويت أنها قوية وشامخة وعزيزة لا تقبل الإهانة.. فهنيئا لكم الشهادة ألف مرة وأغمد ربي على قلوب ذويهم الصبر والسلوان.
[email protected]