تحتار بفقدك الكلمات أيها الكبير قامة وقيمة ومقاما، كيف تتشكل حروفها من تبعثر، وكيف تستوي كلماتها من تفرق، من أين نبدأ وكيف ننتهي، وأنت أنت البداية الكبرى وسموك وحدك الفقد الكبير؟!
نذرت سموك عمرك للكويت، حملتها في قلبك الكبير، فجلت بها العالم، تقدمها دولة عصرية ذات رؤية مختلفة ومتقدمة للعالم بأجمعه، الصداقة والسلام نهجها، والحياد والعدالة مبدؤها، والديموقراطية والمساواة وسيادة القانون طريقها الذي ارتضته لنفسها متفردة في محيطها الجغرافي، فكانت الكويت بنهج سموك محطة التقاء الخصوم، تحتضنهم بحكمتك وبعد نظرك الكريم، فلا يخرجون إلا متصافحي الأيدي، وقد هدأت خلافاتهم وتلاشت اختلافاتهم، ودان لفضل حكمتك قيادات العالم، ونهلوا من معين رأيك السديد في كثير من القضايا الملحة التي شغلتهم وأعجزتهم عن حلها، فكانت الرؤية البعيدة حاضرة من سموك، وكلمات الامتنان والثناء صادقة من قيادات العالم والشعوب.
نذرت سموك عمرك للكويت، فجعلتها بقلبك قبلة للملهوف، والمصاب، والمعوز، والمكلوم، فما ان تحل كارثة أو مصيبة بشعب في شرق المعمورة أو غربها إلا اتجهت أنظاره صوب الكويت، وقبل أن يستغيث أو يطلب المساعدة يوجه سموك بقلب الإنسان وحرص المسؤول بالمبادرة والعون، فتهب الكويت بمؤسساتها الرسمية والأهلية بالمساعدات بشتى أنواعها، حتى أضحت الكويت بفضل قيادتك منارة يهتدى بضيائها في العمل الإنساني، فخلدك العالم الرسمي والشعبي أميرا وقائدا للعمل الإنساني امتنانا وتقديرا.
نذرت سموك عمرك للكويت، فكنت مع شعبك في أفراحه مهنئا ومباركا، وفي أتراحه معزيا ومواسيا، تعطف على الصغير، وتسمع للكبير، داعيا إلى وحدة الصف والكلمة، والحرية المتزنة المتماهية مع تعاليم ديننا وشريعتنا، دون تعصب أو تجاوز للقانون، فملكت القلوب والحناجر، وخلدت في وجدان شعبك أبا وأميرا وقائدا.
حزننا يا سيدي الموقر برحيلك كبير، وعزاؤنا أنك في رحاب أكرم الأكرمين، وخلفك الكريم رفيق دربك، ومحل ثقتك أميرنا وقائدنا من بعدك، صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد - حفظه الله ورعاه.
[email protected]