بقلم: د.حنان الخلف - أستاذ الفلسفة ـ جامعة الكويت
يقوم مركز تمكين المرأة في جمعية الشفافية اليوم بتدشين «يوم المرأة الكويتية» والذي أتي تقديرا لليوم الذي حصلت فيه المرأة الكويتية على حقها السياسي في 16 من مايو لعام 2005.
وفي رأيي قد يكون الحق السياسي في ظاهره عملية الترشح والانتخاب وبالتالي من الممكن للفرد أن يتخلى عن هذا الحق إذا حصل على حقوقه الأخرى ولم تكن لديه اهتمامات بالشأن العام أو السياسة، ولكن في الواقع تأتي أهمية هذا الحق السياسي في أنه يستكمل مواطنية الفرد «الفاعلة»، حيث يصبح الفرد طرفا مؤثرا في العقد الاجتماعي المبرم بينه وبين السلطة وعلى علاقة مباشرة معها.
إن ممارسة هذا الحق له أهميته خصوصا في الدول الحديثة العهد بالديموقراطية والتي لم تتبلور لديها مفاهيم «العدل والحرية والمساواة» وتكمن أهمية هذا الحق السياسي في أنه من غير العدل أن يعطى الحق لشريحة مجتمعية في أن يملوا تصوراتهم عن ماهية العدل والحرية والمساواة ولا يعطي الحق للآخرين في المشاركة في هذا المشروع القومي.
من هنا تأتي أهمية يوم 16 مايو فيعتبر هذا اليوم هو الذي استكملت فيه المرأة مواطنيتها «الفاعلة» فأصبحت طرفا مؤثرا أسوة بالرجل وعلى علاقة مباشرة مع الدولة.
وبالرغم من أن الدستور الكويتي قد ساوى بين مواطنية الرجل والمرأة الا أن قانون الانتخاب السابق قد ميز بينهما وذلك لأسباب اجتماعية كانت ومازالت تعمل على تهميش المرأة وتحديدها في أطر اجتماعية لم تختارها المرأة ولا تتناسب مع روح العصر ولا مع مشروع النهضة الوطنية مما أدى الى حرمان المرأة الكويتية من الحق السياسي وبالتالي تعطيل تنميتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لما يقارب نصف القرن.
ومع ذلك استطاعت المرأة منذ بدأ مشروع الدولة الحديثة أن تساهم كعادتها في جميع مجالات الحياة وفي جميع المناصب القيادية وتتويجا بالمشاركة السياسية بعدما حصلت على حقها السياسي.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل حصول المرأة على حقها السياسي يعني تمكينها؟ وهل وصولها وخوضها لجميع مجالات العمل يعتبر تمكينا؟ إن لتمكين المرأة، حسب تعريف الأمم المتحدة عدة مكونات: المكون الأول يتعلق بتنمية شعور المرأة بالقيمة والتقدير الذاتي لنفسها والذي يتحمل المجتمع مسؤولية كبيرة في تشكيل هذا التصور. فالمجتمع هو المرآة التي تعكس قيمة وتقدير الفرد لذاته.
فإذا نظر المجتمع للمرأة بقيمة أقل تقديرا لها من الرجل فسوف تنعكس هذه النظرة على تصورها لذاتها فتتبنى هذا الشعور الدوني لذاتها. أما المكون الثاني لتمكين المرأة فيتمثل في الحق في أن يكون للمرأة منفذ للفرص والموارد التي تتيحها الدولة للمواطنين أسوة بالرجل.
وأخيرا، يتمثل المكون الثالث من تعريف التمكين في تنمية قدرات المرأة وتأهيلها للتأثير والمشاركة في المجتمع وخصوصا في الشأن العام.