حين ترى خلقا نبيلا من أحدهم فعليك أن تتوجه دون تردد لقلبك وتأمره بكل حزم أن يأذن للسان أن ينسج أحرف الثناء والإطراء على صاحب ذاك الخلق النبيل وأن يذكر مناقبه الفذة بكل اعتزاز، فذكر الأخيار والأفاضل وتسليط الضوء على سمو ذواتهم هو ديدن أهل القلوب النقية التي لا تحمل روح الكره والغل لأحد، وهو طبع أهل المعدن النفيس، فذكر الطيبين يزيدهم قوة من أجل الاستمرار في طريقهم الراقي ويزيد الناس حرصا على الاقتداء بأمثالهم.
****
ناصر عبدالله مشاري الروضان، هو اسم يخفي خلفه رجلا من خيرة الرجال ومن صفوة الناس، حين تلتقي بهذا الرجل وتتحدث معه فإنك ستشعر بأن الدنيا مازالت بخير وأن الرجال الأنقياء مازالوا ينيرون الوجود بسمو أخلاقهم، وطيب معدنهم وأنهم لن يغيبوا عن مشهد الحياة أبدا.. فهذا الرجل الكريم بأخلاقه نسج له في قلوب الناس محبة عظيمة وقدرا كبيرا، وليس بغريب عليه ذاك الخلق والتواضع الجم فهو سليل أسرة يمتاز رجالها بطيب الأخلاق وطيب المعدن، فجده المرحوم ـ بإذن الله ـ مشاري الروضان أحد رجالات الكويت المشهورين بتواضعهم وطيب أخلاقهم، ووالده المرحوم ـ بإذن الله ـ عبدالله الروضان النائب والوزير الأسبق الذي سطر تاريخه النيابي والاجتماعي بأحرف من نور ـ نسأل لنا ولهما الرحمة والغفران - وأخوه ذو الخلق الطيب والابتسامة الدائمة عبداللطيف الروضان لا يخفى على الجميع تواضعه وطيبة قلبه، نسأل الله له الصحة والعافية بعد الوعكة الصحية الأخيرة التي ألمت به، فمن كان منبته طيبا فإن الطيب لا يستغرب منه، فالشجرة الطيبة تضفي على أغصانها بالطيب.
****
العم العزيز أبوخالد ناصر الروضان رجل البسمة والتواضع الجم والمواقف المخلصة هو رجل غني عن إطرائي وثنائي له، ولكن الذي دعاني لكتابة هذا المقال والتطرق لهذه الشخصية الكريمة هو حث الشباب على الاقتداء بمثل أخلاق هؤلاء الرجال الذين نسجوا ذكرا طيبا بين مجتمعاتهم، فهؤلاء الآباء أمثال العم أبوخالد كانوا ومازالوا هامات عالية في سماء المجد والأخلاق.. لا تصدر منهم كلمة فيها مس أو ميل على أحد.. يحسبون للكلمة حسابا جيدا قبل إخراجها.. لا يعرفون روح الغل والبغضاء لأحد.. قلوبهم نقية كالسماء.. وأيديهم نظيفة بيضاء.. يقدرون الناس بحسب ما يملكون من أخلاق وليس بحسب ما يملكون من مال أو جاه أو منصب زائل، فهم منارة من الأخلاق والقيم، وهم ليسوا كبعض أبناء جيلنا الذين قد تناسوا بعض الثوابت والمبادئ! نسأل الله أن يكثر من أمثالهم وأن يجعلنا على طريقهم سائرين.. وعلى الاقتداء بسمو أخلاقهم ماضين.
****
همسة
نصيحة لكل من قرأ مقالتي:
إذا أردت أن تعرف مدى أخلاق عائلة ما فانظر لمجلسهم (الديوان)، فإذا وجدت الغني والفقير يجتمعان بذاك المجلس والكل يجد الاهتمام والاحترام فاعلم أن هذه العائلة من العوائل الكريمة الخيرة وأن أفرادها على خلق عظيم، فإن الاحتفاء بالناس دون التمييز بينهم مؤشر على طيب المعدن وحسن الخلق.
نهديكم هذه الأبيات:
الحمد لله بلادي مليئةٌ
وغنيةٌ برجالها الحكماءِ
ما دامَ أهلُ الرأيِ لُبَّ بلادِنا
أنّى نعيشُ بذلةٍ وشقاءِ
نبقى بإذنِ اللهِ بالعزِّ الذي
كنا وَرِثناه من العظماءِ
نرجو من الرحمنِ حفظَ ديرانا
من كلِّ سوءٍ قادمٍ وبلاءِ
نرجوه يحمي الأبَ قائدَ ركبِنا
القائدُ الحُرُّ دواءُ الداءِ
فهو الصباحُ إذا أطلَّ بنوره
تهفو قلوبٌ فيها كلُّ وفاءِ
يرعى وليَّ العهدِ نوافَ العطا
نرجوه يجعلهُ من السعداءِ
فهما لنا حرزٌ يقينا من الأسى
من بعدِ ربٍّ واهبِ الآلاءِ
أفضالُ ربي مالها من منتهى
فهو الكريمُ وأرحمُ الرحماءِ
أنعامه لا نستطيعُ بُلوغَها
لن نوفها بالحمد والإطراءِ
نرجوه يقبل شكرَنا وثناءَنا
ويزيل عنّا أسوأَ الأشياءِ
هذا وصلوا على النبيِّ محمدٍ
نورِ البريةِ سيدِ الشهداءِ
hanialnbhan@