لنتفق أولا على ان الحرب دمار وما تنتج إلا الخراب والآلام والحزن والقلق والخوف من المجهول، ثانيا: لو راجعنا تاريخ الحروب في حقب تاريخية مختلفة وفي مجتمعات وأعراق مختلفة حتما لن نجد فيها منتصرا، وكل الانتصارات المعلنة كانت مجرد أصوات إعلامية كاذبة لرفع معنوية الشعوب المنهكة، وآلة خداع لتغطية الخسائر البشرية والمادية والتي تعمل على تغييب الشعوب عن الواقع المر الذي تعيشه الدول التي زجت نفسها في حروب خسرانة.
ولو عدنا قليلا لذاكرتنا لعادت لنا الذاكرة عما حصل في سورية وليبيا والعراق واليمن وغيرها من دول عربية معاناتها اليوم تكمن في فقر وانهيار اقتصادي واجتماعي وسياسي تفاصيلها أشهر من ان تذكر، كل تلك المآسي كفيلة بأن تذكر الحكومات والشعوب بخطر مغامرة الدخول في حروب واقعها هي حروب مفروضة وبالوكالة تهدف لتحقيق أجندات قوى مدروسة لتقسيم الدول والسيطرة على ثرواتها فضلا عن ضرب الإسلام ببعضه وبمختلف مذاهبه، تحت شعار أشعل الحرب بينهم، فهم «فخار يكسر بعضه»!
بعد تلك المقدمة أود ان اذكركم بخطاب سمو الأمير حكيم الأمة الشيخ صباح الأحمد، الذي أشار الى مخاطر الساحة الإقليمية الملتهبة التي تحيط بنا والتي تحتاج منا الى وقفة وطنية للحفاظ على امن وسلامة وطننا خاصة في ظل التداعيات السريعة.
اليوم وهو يوم الشدة ويوم حاجة الوطن لوقفتنا الوطنية الحكيمة، بلدنا بحاجة الى التفاف وطني من اجل تفادي الاخطار المقبلة، والأهم هو البعد عن إشعال الفتن الطائفية والبعد عن الانقسام الشعبي الطائفي الذي دائما ما نراه يندرج تحت سموم العاطفة المذهبية والعرقية على حساب أمن البلد، وهذا ما هو واضح وجلي من البعض في وسائل التواصل الاجتماعي.
في ظل الازمة الراهنة في المنطقة والتي قد تسفر عنها حرب طاحنة لا بد من ان تسود الحكمة ساحتنا البرلمانية والإعلامية وهذا واجب وطني وعلى الجميع ان ينصاع لأي إجراءات قد يتخذها سموه للحفاظ على أمن وسلامة البلاد، والأهم ألا تلتفتوا لتجار الحروب من المرتزقة الذين يهيجون الشارع لمآرب مكشوفة ابرزها إشعال الفرقة بين ابناء الوطن الواحد لمصالح اخرين.
كذلك على نواب الأمة مسؤولية جسيمة في حماية الوطن من اي مخاطر وعليهم ألا يستغلون الوضع الملتهب لمصالح انتخابية على حساب امن وسلامة الوطن، وكل من سيتكسب سيكون مكشوفا أمامنا ومحاسبته واجب وطني.
وكذلك نتمنى من رئيس الحكومة أن يختار أعضاء حكومة على قدر من المسؤولية وقدراتهم يجب ان تتناسب مع المرحلة المقبلة المثقلة بالمخاطر بعيدا عن المحاصصة، فأمن وسلامة الكويت أهم من استغلال التيارات السياسية.
الخروج من الأزمة يأتي من خلال طاعة والدنا الأمير الحكيم في كل قراراته، فسموه اكثر حرصا على سلامة الكويت منا جميعا، ونسأل الله ان يحفظ بلدنا من كل مكروه.
[email protected]