إن قصص انهيار بعض المجتمعات القديمة التي خلطت الحق بالباطل نتيجة التعصب الأعمى.. كثيرة.
فمن هذه السطور.. أودّ أن أشير للفوضى التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على مجتمعنا، والتي جاءت نتيجة صراعات سياسية ومجتمعية مكشوفة رسمت بريشة فوضوية تحمل ألوانا داكنة مطرزة بزينة المصالح اللا مشروعة، والتي يتفنن البعض لكسبها من دون وجه حق، والأدهى أن دجلة السياسة يذيلون تجاوزاتهم بعناوين مزيفة باسم الإصلاح المزيف.
٭ الفوضى التي أراها في المجتمع خطرها يكمن بدعم من الجماهير الساذجة التي أصبحت أسيرة التعصب والجهل والنفاق الاجتماعي والسياسي، واستغلت من قبل عديمي الولاء من يرونها بقرة حلوبا، همهم الوحيد تكبير كروشهم بالمال السحت الحرام.
٭ لو بدأنا من انتخابات مجلس الأمة والبلدي والنقابات والاندية والجامعات والجمعيات التعاونية وغيرها، لم نجد ألا ساحة تحدّ تحمل كل أشكال التعصب القبلي والطائفي والفئوي، ومعظم الجماهير اي «الناخبين» يهتفون دعما وتعصبا للأسماء فحسب من دون النظر للبرنامج العملي او للمصلحة العامة، حتى وقت الانتخاب تجدهم مخدرين لا يتذكرون شيئا عن حاجاتهم الاساسية بسبب التعصب الاعمى !.. والنتيجة ماذا؟! نجد المصالح تحلق في سماء المخرجات، وبعد الافاقة من البنج يرجع الناخب يتذمر ويتحلطم من جديد ويتباكى على حال البلد ويقارنه ويتحدث عن النقص في الخدمات والنقص في الحقوق، ويتناسى انه ساهم في نشر الفساد عندما كان في حالة فزعة جاهلية!
٭ ولم تنته القصة مع نهاية الانتخابات، بل تتجدد فعالياتها مع الوضع الاقليمي الملتهب في المنطقة، فرغم اننا بلد صغير يحتاج ان نحافظ عليه بوحدتنا وتماسكنا ألا أن الخبثاء واتباعهم يسعون جاهدين الى حرق البلد بالشحن الطائفي وبثّ الكراهية بين فئات المجتمع بكل نذالة وخسة من دون مراعاة لحالة البلد التي لا تحتمل تلك الممارسات القبيحة، واصبح ديدنهم التخوين لفئات المجتمع نتيجة الأحقاد التي يحملونها في قلوبهم المريضة.
٭ ولم تنته الفوضى هنا من البعض فحسب، ولكنها تمتد الى اكثر من ذلك عندما يصبح معظم المجتمع خبيرا في كل شيء، في السياسة والاقتصاد والأحكام القضائية والطائرات والصواريخ والخطط العسكرية، وتأييد الحروب في ساحة ورفضها في ساحة أخرى، وفي دول يعتبر ضحايا الحرب شهداء وفي مكان أخر يراهم في جهنم وبئس المصير، البعض تدخل في دور رب العالمين بشأن الجنة والنار والحساب والمغفرة، فأي نوع من البشر أنتم ؟!
تغيير حالكم من الفوضى الى الاصلاح هو الحل للحفاظ على البلد. وقال الله سبحانه في محكم كتابه «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».. فإن صلح المجتمع سيصلح الحال وان فسد فسينتهي الحال بفوضى تحرق الكل.
[email protected]