حين يفرض عليك عملك كثرة الترحال والسفر تمر عليك فئات مختلفة من البشر في مطارات العالم. هناك من يفرض عليك احترامه لأدبه وأخلاقه وهناك من يزعجك مجرد مروره أمامك أو بجانبك.
أشكال مختلفة لثقافات مختلفة تمتزج بك، بعضها يشعرك بضآلتك خاصة حين تناقشه فتلمس علما رائعا منه وثقافة محترمة والبعض الآخر يشعرك بالخجل لما يحمله من لسان رطب وكلمات أنيقة ومنمقة وهناك من ترى فيه طبيعة البيئة التي تربى فيها سواء كانت طيبة أو خبيثة.
لكن المطارات تنقلك لأجناس متعددة تتعجب فيها من خلق الخالق وقد كنا يوما من أب واحد وأم واحدة.
ألوان وأشكال ولغات وأديان، تسعدك بعضها خاصة حين يصادفك بعض المسلمين وهم يرتدون ملابس الإحرام متماسكين مع بعضهم خشية الضياع يعطيك الانطباع بأنها السفرة الأولى والانتقال الأول.
كل بلد يوضح قيمه وأخلاقياته ومستواه من خلال ناسه ومواطنيه. يتناسى البعض للأسف أنهم سفراء له خاصة حين يسيئون تمثيله. تتعلق بأنواع تلعن أحيانا ساعة اللقاء تلك التي جمعتك بهم وتقترب من آخرين تتواصل معهم عبر هاتفك النقال أو ايميلك عند العودة.
ويشدك من يقرأ حتى يستغل كل دقيقة في تثقيف الذات وتنمية النفس، وتتعجب من هؤلاء الذين يدخنون في المطار رغم التنبيهات أو لا يغلقون هواتفهم داخل الطائرة.
ثقافات شديدة التنوع غريبة الأشكال.
يسألك البعض عن سبب سفرتك يناقشك بمنطقية سليمة وأبعاد سليمة عن طبيعة المهمة ومدتها ويثرثر الآخر لمجرد الثرثرة وقضاء وقت لا فائدة تعود على كلا الطرفين.
تعودت أنا أن يرافقني دفتري وقلمي.. أدواتي القديمة التي لا تقيدها أنظمة المطارات أو الطائرات أكتب ما يسيطر على فكري ويلح علي بكتابة قصة أو مقالة للجريدة أو تدوين ملحوظات مهمة وإعداد تقرير. أحب استغلال الوقت. أشعر بنوع من الحرية في التحرر من أركان المكان المغلق المعتاد للكتابة أسجل ما يصول ويجول في فكري أشغله بمهمات أموت عشقا فيها بالتزام مع مجلة أو جريدة أو مهمة عمل أو دراسة أشغل بها الفكر والعين عن رؤية مالا يسعدني أو النزوح ناحية ما يقلقني فأستفيد من سويعات السفر وساعات الانتظار في مطارات العالم بما يعيد للنفس المنهكة توازنها فأنهي مهاما هي واجبة علي.
[email protected]