أعلنت منظمة الأمم المتحدة عن الاحتفال بالأسبوع العالمي السادس للسلامة على الطرق خلال الفترة من 17-23 مايو الجاري، ودعت لإصدار النشرات والمطبوعات الإعلامية وانتهاز هذه المناسبة لخفض سرعة القيادة وتوخي السلامة والحد من الحوادث على الطرق بجميع الدول ولكننا لم نسمع حتى الآن عن خطط الجهات المعنية في الكويت لإحياء هذا الأسبوع.
وإن عدم إحياء هذا الأسبوع الدولي معناه أن الدولة ليس لديها أي مشكلة في حوادث الطرق أو أنها غير مستعدة لمشاركة المجتمع الدولي أو أنها قامت بالفعل بوضع الحلول لها منذ فترة، ولكن تلك الأعذار ليست مقبولة فكم حادث دهس ذهب ضحيته أبرياء عند نقاط التفتيش على الطرق؟! وكم مصاب بحوادث الطرق يرقد في المستشفى حاليا! وكم من الخسائر البشرية والمادية يتحملها الاقتصاد بسبب الحوادث!
وكذلك أضيف الضوضاء الذي للأسف الشديد أصبح مصدرا للتوتر والقلق أثناء القيادة بسبب الاستخدام المفرط لآلات التنبيه التي كانت نادرة الاستخدام سابقا وأصبح استخدامها أكثر إلى حد تنظيم مسيرات بالشوارع، مما تعد إزعاجا للسكان الذين يخلدون للراحة، وليس ببعيد عنا ما ورد في تقرير حديث لديوان المحاسبة أشار فيه إلى عدم وجود أجهزة وأنظمة لقياس مستوى التلوث البيئي بالضوضاء، إلى جانب ما أشار إليه التقرير من مصادر أخرى للملوثات الناتجة عن عوادم السيارات والمصادر الثابتة للتلوث، وهي بلا شك تؤثر على السلامة على الطرق. وكل تلك العوامل تحتاج إلى جرعات تنشيطية للتوعية في الأسابيع الهامة التي حددتها المنظمات الدولية ولا توجد أي أعذار مقبولة لإهمالها سواء من الجهات الحكومية أو المحافظات أو جمعيات النفع العام أو مؤسسات المجتمع المدني.
ومن غير المقبول الحديث عن سوء حالة الطرق كعذر من الأعذار فهناك العديد من البلدان النامية تفتقر إلى الطرق الممهدة ولكنها لا تجعلها أعذارا لعدم المشاركة. إن المشاركة في هذا الأسبوع العالمي تعد التزاما أمام المجتمع الدولي وخصوصا أن الغايات العالمية للتنمية المستدامة حتى عام 2030 ذات العلاقة اشتملت على خفض معدلات الوفيات الناتجة عن حوادث السير بما يعني الالتزام بوجود خطط واستراتيجيات وبرامج محددة الأهداف والغايات والمسؤوليات والأطر الزمنية ومن بينها تنمية الوعي بمثل الاحتفال بالأسبوع العالمي للسلامة على الطرق وتجديد الالتزام بالأهداف والغايات ذات الصلة ضمن الحق في التنمية.
وعندما تتصفح مواقع منظمة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية في هذه المناسبة ستجد الكثير من المعلومات من مختلف الدول والمؤشرات المنشورة بكل شفافية والتي أدعو المختصين للاستفادة منها والاحتفال باليوم العالمي للسلامة على الطرق.