يواجه التعليم الطبي والصحي الآن تحديات جديدة تتعلق بإعداد الكوادر من الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية الذين يتمتعون بالمهارات إلى جانب العلم وهذه التحديات ليست بسيطة خاصة أننا في وقت ترتبط به مزاولة المهنة بتقنيات حديثة مثل الروبوت والتعليم عن بعد وتقنية المعلومات والذكاء الاصطناعي، فضلا عن أن العديد من الأمراض ترجع إلى أسباب سلوكية ومن ثم لا تجدي الأدوية في علاجها، وقد لا يحتاج الطبيب إلى كتابة الوصفة التقليدية لعلاجها لأن العلاج سلوكي وليس دوائيا.
ووسط تلك التحديات هناك أيضا ارتباط الممارسة بحقوق الإنسان وانعكاساتها على حقوق المرضى والمسؤولية الطبية وهي معظمها تحديات أخلاقية واجتماعية ومهنية تتطلب تخريج أجيال تتمتع بمهارات غير تقليدية إلى جانب العلم.
أما من حيث تحدي الإرهاب البيولوجي الذي يحيط بممارسات الترصد والاستجابة للأمراض والأوبئة وإدارة المخاطر البيولوجية فهي موضوعات مهمة ترتبط بسلوك دول وأفراد من جوانب متعددة وليس من المقبول لأي مريض الآن أن يرضى بسماعة وجهاز ضغط فقط أو بتحليل دم أو بول بينما تحيط به تحديات تتطلب من كليات الطب ومراكز التعليم المستمر الصحي وإعداد الكوادر الطبية والصحية أن تكون لها المبادرة في التفكير والتخطيط ووضع البرامج من أجل تعليم طبي وصحي يواجه بالعلم والشجاعة والالتزام التحديات الجديدة ويسهم في وضع الحلول غير التقليدية حيالها من خلال منظومة تعليمية حديثة لتعليم الطب وصقل مهارات العاملين به من جميع التخصصات ومستويات تقديم الرعاية الصحية.
إن طب المستقبل يختلف كثيرا عما تعلمناه في قاعات المحاضرات التقليدية من أساتذة أفاضل نكن لهم كل تقدير واحترام، لكن العالم يتغير وتظهر تحديات جديدة يجب مجابهتها وتطوير التعليم حسب المتغيرات المستجدة.